العوائل تتوجس من جنون انتشار صالات الألعاب

بقلم: علي الخياط في الحلة ( تقرير الأزمة العراقية المرقم 41, بتاريخ 22/12/2003 )

العوائل تتوجس من جنون انتشار صالات الألعاب

بقلم: علي الخياط في الحلة ( تقرير الأزمة العراقية المرقم 41, بتاريخ 22/12/2003 )

Tuesday, 22 February, 2005

أب غاضب يدخل عبر الستارة المهلهلة- التي استعملت بدل الباب- إلى صالة العاب قديمة في إحدى محافظات العراق الجنوبية. عشرات الأطفال والمراهقين كانوا يملئون الصالة الصغيرة الضيقة المملوءة بالدخان حيث كان ذلك الأب يضرب ابنه بالحزام ويسحبه خارج الصالة.


" أخبرتك مرارا أن لاتاتي هنا" صرخ الأب بوجه ابنه ذو التسعة أعوام, بينما كان الآخرون منشغلين بلعب كرة القدم, واخرين افترشوا كتبهم على الأرض بانتظار دورهم في اللعب.


في عهد صدام, تم تقليص تلك المراكز بفرض ضريبة شهرية تصل إلى 100 دولار تدفع إلى اللجنة الأولمبية التي يرأسها عدي , لكن بغياب تلك الضريبة انتشرت صالات الألعاب الالكترونية بشكل واسع حتى بلغت في بعض الأحياء السكنية 6 صالات.


في الحقيقة, مع سقوط النظام السابق, فان انفجار انتشار صالات الألعاب غير المرخصة قد اكتسح المدينة مما ساعد على إغراء الطلبة للهروب من المدرسة, وتبديد فلوسهم وتعريضهم إلى مشاكل سيئة.


إدارة مدرسة الجهاد في الحلة تقول إن تلك الصالات " تسببت في وصول نسبة الغياب إلى 5 بالمائة " وكانت قبل ذلك اقل بكثير, يشير ذلك الرقم إلى غياب كامل لبعض الطلاب عن المدرسة


احمد علي والد أحد الطلاب يقول " يقضي ولدي كل ساعات الدوام في صالة الألعاب" " اخبرني مدير المدرسة انه منقطع عن الدوام منذ 15 يوما"


ليس كل الصغار يرتادون الصالات للعب, بعضهم يستخدمها كملاذ للهروب من المدرسة.


" قال أحد الطلبة ذو العشر سنوات " أنني اكره الذهاب إلى المدرسة, لكن أهلي يجبروني على ذلك" " أنا اذهب إلى تلك الصالات بدل الذهاب إلى المدرسة, وعند الظهر أعود وكأنني عائد من المدرسة".


ويبقى اللعب هو الأساس, لكنه قد يكون مكلفا.


معدل أجرة اللعب في تلك الصالات لساعة واحدة هو 1000 دينار عراقي- ما يعادل 60 سنت- مما يعني أن الطفل يصرف هناك ما يوازي مرتب موظف من الدرجة المتوسطة.


إن تلك الأجور المرتفعة تشجع على السرقة.


يقول أحد الآباء,باسل علي كريم, " اعتاد ابني سرقتي, لان المصروف الذي نعطيه إياه لا يكفيه للعب".


يخشى الآباء أن تكون الصالات- حيث اختلاط الصغار ذوو الستة أعوام مع المراهقين ذوو الستة عشر عاما- مرتعا خصبا للشذوذ.


في بعض تلك الصالات يحمل الصغار السكاكين في جيوبهم, وفي بعضها الآخر تبدو على المراهقين ملامح متعاطي المخدرات.


وعند سؤاله عن سبب السماح للأطفال بدخول الصالة أثناء وقت الدوام, أجاب أحد أصحاب تلك الصالات بانزعاج " الفلوس هي كل ما يهمني".


علي الخياط: متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد


Frontline Updates
Support local journalists