السنة يتبعون قادتهم

مشاركة الاحزاب السنية في الانتخابات كانت المفتاح للمشاركة الواسعة لانصارهم في الانتخابات العراقية.

السنة يتبعون قادتهم

مشاركة الاحزاب السنية في الانتخابات كانت المفتاح للمشاركة الواسعة لانصارهم في الانتخابات العراقية.

Tuesday, 21 February, 2006
.



ترأس بعض القادة العرب السنة التحالفات التي خاطبت شكاوى مجموعاتهم مانحة الفرصة لهم لانتخاب القوائم التي تمثلهم وتحقق طموحاتهم. يعارض الكثير من العرب السنة الاحتلال الامريكي والحكومة التي تسيطر عليها الاغلبية الشيعية.



قال عمر عزيز احمد،32، مهندس من منطقة الاعظمية السنية في بغداد والذي صوت لجبهة التوافق العراقية التي تمثل الائتلاف العربي السني " لدي احساس ان عراقا جديدا يولد".



يتوقع المسؤولون عن الانتخابات والمحللون السياسيون ان تكون مشاركة العرب السنة هذه المرة اكثر من مشاركتهم في الانتخابات السابقة وفي الاستفتاء على الدستور التي قاطعوها بشكل كبير.



اندهش الكثير من المراقبين والمسؤلين عن الانتخابات من التدفق الكبير للعرب السنة على صناديق الاقتراع.



شهدت مراكز الاقتراع تدفقا كبيرا في الرمادي وفي المناطق المضطربة الاخرى في محافظة الانبار وفي بقية المناطق السنية في بغداد مما اضطر المفوضية المستقلة للانتخابات لتمديد فترة الاقتراع ساعة اخرى. قال مسؤولو مراكز الانتخابات في الفلوجة ان هناك الكثير لم يتمكنو من التصويت بسبب عدم كفاية مراكز الاقتراع.



اصطف المقترعون في بعض المناطق السنية في بغداد قبل افتتاح مراكز الاقتراع في الساعة السابعة صباحا. قامت النساء بالهلاهل وتوزيع الحلوى في بعض مراكز الاقتراع.



كانت الاجواء الاحتفالية مشابهة للاجواء التي جرت فيها الانتخابات الاولى بعد سقوط النظام في 2003 والتي شارك فيها القليل من السنة العرب لاعتقادهم انهم سيهمشون سياسيا.



قالت سامية عبد محمود،58، من بغداد " اقسم بالله انه عيد وحفلة، اتمنى على الائتلاف الذي انتخبناه وهو جبهة التوافق العراقية ان تعيد الامان ثانية وان تطلق سراح السجناء".





عبر الكثير من العرب السنة عن غضبهم واستيائهم من الحكومة الحالية التي تسيطر عليها قائمة الائتلاف العراقي الشيعية التي يتهمها الكثير بالولاء لايران وبالاعتقالات العشوائية والسجن والتعذيب للعرب السنة.



كانت مشاركة اهل الانبار تثير الدهشة حيث تم فتح 154 مركز اقتراع فيها، 58 مركزا منها في العاصمة المتوترة الرمادي، وكانت نسبة المشاركة اكثر من 90% بحسب ما قال سعد عبد العزيز مدير المفوضية في الانبار.



حصدت جبهة التوافق العراقية في الرمادي الكثير من الاصوات كما هو الحال في بقية المناطق السنية. عارضت الجبهة الاحتلال الامريكي ومنظمة القاعدة التي حاولت السيطرة على المحافظة.



تمثل الجبهة ثلاث احزاب سنية عربية هي الحزب الاسلامي العراقي، اهل السنة، ومجلس الحوار الوطني حيث قدمو وعودا بانهاء الوجود الاجنبي في العراق، تحسين الامن وتمثيل مجموعتهم في البرلمان. يقدر مسؤولو الحزب عدد الاصوات التي حصلو عليها بين 80-90% من اصوات الناخبين في مدن الانبار مثل الرمادي والفلوجة وحديثة.



كانت المشاركة في الصباح ضعيفة في الرمادي لكنها ازدادت بعد ان ادرك الناس ان الامور تجري بسلام. تم ابطال قنبلة واحدة امام احد المراكز الانتخابية، كما تم تبادل اطلاق نار بين احدى المجموعات المسلحة وحرس احد المراكز الانتخابية، حسبما افاد بذلك المنسق الامني لمفوضية الانتخابات في الانبار والذي فضل عدم ذكر اسمه.



مر اليوم دون حوادث تذكر- وهي ظاهرة غير طبيعية منذ ابتداء القتال بين المتمردين والقوات الامريكية في هذه المدينة في شهر سبتمير. كانت المدينة تحت قانون الطواريء واعلنت الحكومة تمديد العمل بقانون منع التجول بين الساعة السابعة والعاشرة مساءالغاية العاشر من يناير 2006.



تم حراسة المراكز الانتخابية من قبل السكان المحليين الذين سلحتهم الحكومة. عند الظهيرة، بدأ المقترعون بالتوافد على مراكز الاقتراع رغم عدم مشاركة النساء بشكل كبير هناك.



قال ناجي عويد، استاذ جامعي" الناس هناك لا يسمحون للمرأة بالذهاب الى مراكز الاقتراع بسبب المحافظين الدينيين وبسبب التقاليد العشائرية".



لكن السبب كان هو الوضع الامني اكثر منه التقاليد العشائرية، فعند الظهر اصطفت النساء مع الرجال للادلاء باصواتهن.



حمل فاضل سعد،52، الطعام معه وهو يتوجه الى مركز الاقتراع.



وقال "نقوم بتجهيز الطعام لموظفي الانتخابات، لان من ننتخبهم سيقومون غدا باطعامنا الامان ،الحرية، والتحرر من الاحتلال".



يبدو ان مجلس الحوار الوطني الذي يقوده صالح المطلك قد حصد اصواتا في المناطق العربية السنية. وكان هناك بعض النصر لقائمة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وهي القائمة الوطنية العراقية التي تمثل الاتجاه العلماني وتدعو الى الوحدة الوطنية حيث كسبت الكثير من العلمانيين من الطبقة الوسطى.



قالت ندى ياسين،38،ربة بيت من الموصل شمال العراق "منعني زوجي من التصويت لعلاوي وقال لي اذا انتخبت علاوي ، عليك الذهاب اليه بدلا من المجيء الى البيت، اجبرني على انتخاب القائمة 618 وهي جبهة التوافق الوطني".



قال عصام محمد وهو محلل سياسي مستقل من بغداد انه توقع ان تغير القوى العربية السنية الخارطة السياسية.



واضاف" اعتقد ان الكتل الرئيسة ستعيد تنظيم نفسها في الانتخابات البرلمانية القادمة ويعود الفضل في ذلك للمشاركة الواسعة للعرب السنة في بغداد على وجه الخصوص.



زينب ناجي وداود سلمان من بغداد. ياسين الدليمي في الرمادي. وعد ابراهيم في الموصل
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists