الحزب الاسلامي الكردي بصدد اجراء اصلاحات

يقول المحللون ان محاولات الحزب في جعله اكثر ديمقراطية سوف لن تكسبه المزيد من التاييد.

الحزب الاسلامي الكردي بصدد اجراء اصلاحات

يقول المحللون ان محاولات الحزب في جعله اكثر ديمقراطية سوف لن تكسبه المزيد من التاييد.

.



اقدم الحزب على هذه التغييرات في محاولة منه للاصلاح وجذب الناخبين المستائين من الحزبين الرئيسين في كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.



يقول المحللون ان اعادة هيكلة الحزب هو لزيادة التاييد الجماهيري للحزب الاسلامي- الذي يعتمد في ايديولوجيته على المباديء الاسلامية- او لنقل السلطة السياسية في اقليم يسطر عليه السياسيون العلمانيون.



في اوائل مايس، انتخب الحزب 13 عضوا جديدا الى لجنة قيادته المؤلفة من 35 عضوا وحول السلطة الى لامركزية من خلال تسليم مواقع قيادية في الحزب الى مسؤولين في درجات ادنى.



اوضح ابو بكر هلادني احد الاعضاء الجدد المنتخبين من قياديي الحزب " نحن نطالب بتدوير السلطة في الحكومة الكردية وفي بقية الاحزاب السياسية، ولهذا كان يجب ان يكون هذا التدوير في حزبنا ايضا".



قال هلادني،38، وهو اصغر عضو في لجنة القيادة الجديدة ان التغييرات هي جزء من استراتيجية الحزب لجذب اكثر عدد من الاعضاء ولتمكين اكثر عدد من الناس لتبوأ مواقع قيادية.



واضاف " ستزداد شعبيتنا. هذه التغييرات ستساعد في بناء حزب مؤسسي بعيدا عن سلطة الشخص الواحد".



في بعض جوانب التغيير، قام الحزب بتغيير قواعده من خلال تقييد سلطة القائد، السكرتير العام، اللذان اصبحا بحاجة الى موافقة زملائهم من القادة في موضوعة صرف الاموال وتعيين الاعضاء في المواقع الحكومية او في تعيين او طرد المدراء الاقليميين.



قالت عضو المكتب السياسي السابق للحزب صبرية غفار انه حان الوقت لان يكون للحزب قادة جدد ووصفت الاصلاحات بانها " ابتكار ديمقراطي" في الاقليم.



واضافت "نامل ان تكون هذه التغييرات حافزا لبقية الاحزاب السياسية".



لكن بعض النقاد المستقلين وبعض اعضاء الحزب اشاروا الى ان السكرتير العام للحزب صلاح الدين بهاء الدين والذي اعيد انتخابه للمنصب يشغل هذا الموقع منذ تاسيس الحزب في 1994.



واشاروا ايضا الى ان عدد النساء القياديات قد انخفض من خمسة الى ثلاثة بعد اعادة الهيكلة.

قال هلادني ان ذلك لم يكن نتيجة للتمييز.



واضاف "لم ترشح اخواتنا انفسهن. حاولنا ان نضع حصة لهن لكنهن رفضن وقلن انهن يردن اشغال المناصب حسب كفائتهن".



في الوقت الذي يوصف كردستان العراق عالميا بكونه من اكثر المناطق ديمقراطية في الشرق الاوسط، الا ان السياسة الكردية يقودها نفس الاشخاص والاحزاب منذ عقود.



يسيطر الحزبان الرئيسان على معظم السلطة في الحكومة الكردية في الشمال.



لم يقم الحزب الديمقراطي الكردستاني باجراء انتخابات داخلية للحزب منذ 15 عاما، ولم يقم الاتحاد الوطني الكردستاني بعقد اي اجتماع لانتخاب قادة جدد منذ العام 2000.



تم توجيه النقد للحزبين لتفضيلهم اعضاء من عوائل قيادية. تقوم عائلة البرزاني بادارة الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ نشأته في 1946 من قبل مصطفى البرزاني والد الرئيس الحالي لكردستان مسعود البرزاني وجد رئيس الحكومة الحالي نجرفان برزاني.



تم انشاء الاتحاد الوطني الكردستاني من قبل الرئيس العراقي الحالي جلال الطالباني في عام 1975 كفرع من الحزب الوطني الكردستاني، وقد تبوأ افراد العائلة مناصب قيادية في الحزب وحكومة الاقليم خلال السنوات الاخيرة.



تأسس الاتحاد الاسلامي الكردستاني كفرع من الاخوان المسلمين وكان ينظر اليه كونه من اكثر الاحزاب الاسلامية اعتدالا في العراق.



حاول الحزب الذي يتخذ من المباديء الاسلامية وسيلة للحصول على الحقوق الكردية وتحقيق الاصلاح الديمقراطي ان يطرح نفسه بديلا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.



حصل الحزب على 9 مقاعد من مجموع عدد مقاعد البرلمان البالغة 111 مقعدا، وعلى وظيفتين وزاريتين في حكومة الاقليم الكردي وذلك في انتخابات 2005 حينما دخلها بشكل مستقل عن قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والتي تعهد فيها بمحاربة الفساد والقيام باجراء اصلاحات.



ويشغل الحزب كذلك 5 مقاعد من اصل مجموع مقاعد البرلمان العراقي البالغة 275 مقعدا، اضافة الى وظيفة وزارية غير ذات مستوى عالي في بغداد.



يقول المحللون ان الاتحاد الاسلامي الكردستاني لا يريد ان يعمل شرخا في النظام السياسي الكردي بالرغم من اجرائه الاصلاحات الداخلية.



يعرف عن الحزب الوطني الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ايديولوجيتهما العلمانية بين الاكراد العراقيين الذين لايرغبون بدعم الحزب الذي يرتكز على المباديء الاسلامية، وذلك بحسب سالار باسيرا استاذ العلوم السياسية في جامعة السليمانية في كردستان العراق.



واضاف ان الاتحاد الاسلامي الكردستاني قد يحصل على الدعم الجماهيري ان هو اصبح اكثر علمانية.



واكمل باسيرا "قد لايرغب الشعب ان يصبح اسلاميا، لكن بامكان الناس انتخابهم ان غير الحزب ايديولوجيته واصبح اكثر انفتاحا".



"يريد الناس حياة شريفة وحرية. واي حزب يمكنه حصد الاصوات في الانتخابات ان قام بتوفير ذلك للناس".



خلال الانتخابات الداخلية للاتحاد الاسلامي الكردستاني، تم رفض اقتراح تغيير اسم الحزب الى الاتحاد الاصلاحي الكردستاني.



قال ياسين رسول، قيادي من الحزب في منطقة جرميان الريفية الكبيرة جنوب شرق السليمانية ، ان "اسم "الاسلام" غير مستحب على المستوى العالمي".



واضاف "لهذا قلنا، "انظروا" قد نغير اسم الحزب ولكن سنستمر في العمل مثل حزب العدالة والتقدم في تركيا، في اشارة منه الى الحزب الحاكم في تركيا الذي انشق عن حزب الرفاه والذي يحاول التخلي عن هويته الاسلامية".



وبحسب رسول " فان الفكرة قد رفضت لان الاصوليين اقوياء في الحزب حيث قالوا ان الرأي العام الكردي قد لا يفهم تلك النقطة وقد نخاطر بفقدان اعضائنا الحاليين".



يقول المحللون وقادة الحزب ان اعادة هيكلة الاتحاد الاسلامي الكردستاني قد لا تلهم على اجراء تغيير سريع في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.



قال سعدي احمد بيرا احد قياديي الاتحاد الوطني الكردستاني انه من المبكر لحزبه تقليد ما قام به الاتحاد الاسلامي الكردستاني.



واضاف انه الوقت الخطأ لجلب قادة جدد لان الظروف السياسية في كردستان وفي بقية العراق لا تزال غير مستقرة. وجلب قادة جدد قد يضعف الحزب في وقت لا زال الاكراد بحاجة الى مطالب سياسية كبيرة مثل اجراء الاستفتاء لتقرير مصير كركوك وما اذا سيصار الى ضمها الى الاقليم.



اعتقد باسيرا ايضا ان ماقام به الاتحاد الاسلامي الكردستاني قد لا يكون له تاثير على بقية الاحزاب.



واوضح " ان التغيير قد لا يؤثر على السياسة والاحزاب السياسية في كردستان لان قادة بقية الاحزاب لا يرغبون باجراء تغييرات لا تصب في مصلحتهم".



"لكن هذه التغييرات قد تشجع الاصوات الانفصالية والمعارضة داخل الاحزاب السياسية الاخرى للمطالبة باجراء تغييرات في قياداتهم".



ويرا حمه طاهر: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في السليمانية.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists