أهالي الرمادي يتعهدون 'بطرد' القوات الأمريكية

يفتخر سكان الرمادي بمقاومتهم للاحتلال الذي تقوده أمريكا.

أهالي الرمادي يتعهدون 'بطرد' القوات الأمريكية

يفتخر سكان الرمادي بمقاومتهم للاحتلال الذي تقوده أمريكا.

Tuesday, 22 February, 2005

تمتم الضابط السابق في الجيش العراقي متحدثاً في هاتفه النقال، يراقب الطريق المؤدي الى القصر الرئاسي السابق الذي تستخدمه مشاة البحرية الأمريكية كقاعدة عسكرية "لا شيء يحدث، لم يظهروا حتى الآن." وأوضح قائلاً "نتوقع ان يدخل الأمريكان في أية لحظة، ولهذا نحاول الآن حماية مدينتنا. ليس للأمريكان ما يفعلوه هنا سوى اعتقال الناس."


يقول مواطنو هذه المدينة والمتمردون فيها، بعد شهر من المناوشات مع القوات الأمريكية، انهم يستعدون لطرد الأمريكان نهائياً.


انهم يحاولون في ذلك، مضاهاة جيرانهم في الفلوجة، حيث ترك مشاة البحرية الأمريكية الفلوجة للمقاتلين بشكل كامل.


وتشترك المدينتين بنفس الروابط العشائرية، فكلاهما من عشيرة الدليم، بالأضافة الى الالتزام الديني وتاريخ من المقاومة ضد السلطة المركزية في عهد صدام.


ويتذكر الكثير من المواطنين بفخر، ان الرمادي هي مدينة محمد مظلوم العلواني، وهو ضابط في الجيش أعدم لقيادته محاولة انقلابية ضد صدام.


وعلى اية حال، فان أعداء اليوم هم الأمريكان.


حيث أصبحت الرمادي مركزاً للنشاط المناهض للتحالف منذ خريف 2003. إلا ان الأهالي أخبروا مندوب معهد صحافة الحرب والسلام انهم سيضاعفون نشاطهم ـ لأن الأجانب باقون على الرغم من انتقال السيادة للعراقيين.


وقال حميد الفهداوي، صاحب مخزن للقرطاسية،48 عاما، "لقد صبرنا، وانتظرنا موعد التسليم، وطلبنا من المجاهدين ان يصبروا وينتظروا يوم الثلاثين من حزيران (اليوم الذي حدد أصلاً لتسليم السلطة) لكننا أصبنا بالخيبة."


وقال ان الهجمات "سوف تستمر مادام الأمريكان باقون في المدينة."


وشهدت الرمادي خلال الأشهر الثلاثة الماضية الكثير من معارك اطلاق النار بين المسلحين والقوات الأمريكية، اضافة الى المزيد من العبوات الناسفة على جوانب الطرق ووابل من نيران المدفعية.


ومع ان المسلحين في المدينة ليس لديهم الحضور نفسه في الشوارع كما هو الحال في الفلوجة، فان سيارات البيكب المحملة بالأسلحة يمكن ان تجدها مركونة في الشوارع الجانبية وقد أزيلت زجاجاتها الأمامية ليتمكن ركابها من اطلاق النار من مقدمة السيارة.


ان القتال بالنسبة للعديد من أهالي الرمادي، كما هو الحال في الفلوجة، هو واجب ديني.


وقال عثمان الدليمي،38 عاما، صاحب مكتبة دينية، "الجهاد واجب وفق الشريعة الأسلامية، وان على كل رجل وشاب قادر على حمل السلاح يجب ان يدافع عن المدينة عندما يدخلها الأمريكان." وقال "لقد داهم الأمريكان المساجد واعتقلوا الكثير من أئمتها، ودنسوا و أهانوا القرآن الكريم، فهم لا يخشون الله ولا يحترمون ديننا."


وبالنسبة لآخرين فان طرد الأمريكان هي مسألة كرامة.


قال خالد النمراوي، رائد سابق في الجيش العراقي، انهم يستفزوننا "عندما يدخلون مدينتنا. نحن عرب ولدينا تقاليدنا العشائرية ولا نسمح لأي غريب او أجنبي الدخول والتجول فيما بيننا، حتى لو كان ذلك على جثثنا."


وأضاف ان بعض الأهالي يشعرون بالتهديد عند وجود القوات الأمريكية في مدينتهم، ويتوقعون ان بيوتهم ستداهم، وتسرق أموالهم وحلي نسائهم الذهبية.


وادعى النمراوي قائلاً "لا أحد يستطيع ايقافهم، انهم يعتقلون المشبوهين كما يشاؤون ويطلقون سراحهم بعد تعذيبهم واهانتهم في السجن."


ويتلهف الكثير من أهالي الرمادي على أتباع خطى الفلوجة.


وقال سليمان العسافي وعمره (50) سنة "لقد رفع أهالي الفلوجة رؤوسنا عالياً، وأصبحوا مثالاً لنا في المقاومة، وان على أهالي الرمادي الحذو حذوهم."


وتابع العسافي قائلاً "عار علينا عدم مقاومة المحتلين عندما دخلوا مدينتنا، بينما ضحى اخوننا في الفلوجة بكل ما يملكونه، يجب ان نضحي، ونضع الفلوجة أمامنا كمثال، فمن المستحيل ان نحقق أهدافنا دون تضحيات."


*وسام الجاف ـ الرمادي


Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists