مذكرات حياة تحت اطلاق النار

رضوخا للأوامر – عمل الخبازين وعمّال النظافة في بغداد كالمعتاد – وزير الداخلية يظهر مجهوده.

مذكرات حياة تحت اطلاق النار

رضوخا للأوامر – عمل الخبازين وعمّال النظافة في بغداد كالمعتاد – وزير الداخلية يظهر مجهوده.

Tuesday, 22 February, 2005

الخميس، 20 آذار، اطلقت صفارة الامان. القصف متقطع كالامواج، ليس عنيف ولا يمكن مقارنته لعام 1991. مازالت محطات الاذاعة والتلفزيون تعمل. عندما بدأت الغارة الجوية كان التلفزيون الحكومي يبث اغاني وطنية ولم يكلف نفسه اخبار المشاهدين بأن بغداد كانت تتعرض لهجوم، عوضا عن ذلك أعاد بث مقابلة الامس مع وزير الداخلية ... اصوات القاذفات المضادة للطائرات كانت اعلى من اصوات القصف، والذي يعني ان القصف كان بعيدا عن مكان سكننا. ولكن على القناة الاخبارية "العربية" رأينا عمارة تحترق بالقرب من بيت واحدة من عماتي. خطوط الهاتف ما زالت تعمل بشكل جيد. قمنا بالاتصال حول المدينة قبل دقائق للاطمئنان على الاصدقاء. المعلومات هي ما يحتاجونه. التلفزيون العراقي لا يخبر شيئاً. ما نفع الاغاني الوطنية والقذائف تسقط؟


ذهب عمي لشراء الخبز حوالي الساعة 6:30 مساءا، قال بأن كل الشوارع المؤدية الى الطرق المتشعبة الرئيسية تحت سيطرة أعضاء حزب البعث. لا يوجد هناك منع تجول، ولكن يجب ان يكون لديك سبب لمغادرة الحي، والمخابز املاءا لأوامر الحزب، تبيع كمية محدودة من الخبز لكل زبون. أضاف بأن كل البيوت التي ما زالت تحت البناء بالقرب من الطرق الرئيسية تم السيطرة عليها من قبل أعضاء الحزب او الجيش.


يوجد لدينا غرفتين آمنتين – الاولى لمشاهدة الاعلام العالمي والثانية لمشاهدة التلفزيون العراقي. لقد شاهدت الجزيرة التي قالت بأن القوات الامريكية قصفت القناة الفضائية العراقية، ولكن بينما كانت تقول بأن القناة الفضائية ما زالت تبث. كل المحطات التلفزيونية الاخرى كانت تعمل.


الجمعة، آذار 21 جلسنا امام شاشات التلفاز وخارطة العراق في حجرنا، في محاولة لمعرفة ماذا يجري في الجنوب. على قناة الـ بي بي سي كنا نشاهد مشاهد الجنود العراقيين المستسلمين. ابن عمي الصغير، قال وبصوت خافت لنفسه "شيء مخزي". من الافضل لهم أن يستسلموا ولكن مشاهدتهم يحملون العلم الابيض تجعل شيئا في اعماقك ينقبض. الليلة الماضية كانت هادئة جدا في بغداد. اليوم في الصباح ذهبت لشراء الخبز وبعض الحاجيات. لم يكن هناك افراد من حزب البعث لمنعنا من مغادرة المنطقة التي نسكن فيها، ولكن يبدو بأنهم يفعلون ذلك بعد صلاة العشاء. و بالرغم من كل ذلك فهم موجودون في كل مكان.


الشوارع خالية، فقط المخابز وبعض المحلات الصغيرة فاتحة ابوابها وتقاضي اربع اضعاف السعر العادي. أثناء شرائي الخبز، توقفت سيارة شرطة وسألت الخباز ان كان لديه طحين كاف وسألته متى قام بفتح المحل.


قال لهم الخباز بأن الطحين يصلهم بشكل يومي. وأنه تم اخبارهم بفتح المحل بشكل يومي. أما المحلات التجارية التي تبيع اللحوم ومنتجات الالبان فتلك قصة اخرى. شركات منتجات الالبان الغير حكومية ما زالت تعمل، وسياراتها تجوب المدينة لتوزع الزبدة، الاجبان والالبان للمحلات التجارية الفاتحة ابوابها. قمنا بشراء الطماطم الطازجة و الخيار، الذي يكلف عادة 250 دينار للكيلو بسعر 1000 دينار.


والذي يثير الدهشة جائت شاحنة القمامة.


توقف بث القناة الفضائية العراقية وايضا توقف بث محطة شبابية التي تبث المسلسلات المصرية في الصباح والرياضة. هذا ابقى على محطتين، التلفزيون العراقي وتلفزيون الشباب، الممتلئتين بالاغاني الوطنية وأخبار غير مجدية. هنا يحبون الفرنسيين. رأينا منظر مؤلم للنفس لوزير الداخلية مع اسلحته. منفعل. و لكن التطويح والاساءة بشدة الى العالم هو الشيء الوحيد الذي بيدهم ليعملوه.


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists