يواجه باعة الصحف في بغداد خطر غضب الميليشيات

هناك العديد من الصحف معروضة، لكن بيع أو قراءة الصحيفة الخطأ في المنطقة الخطأ قد يكون مميتا.

يواجه باعة الصحف في بغداد خطر غضب الميليشيات

هناك العديد من الصحف معروضة، لكن بيع أو قراءة الصحيفة الخطأ في المنطقة الخطأ قد يكون مميتا.

Friday, 25 August, 2006
.



اعتاد محمد ان يعرض تنوعا من الصحف التي تمثل تيارات و أحزاب عراقية سياسية- لكن ذلك أمسى خطرا في منطقته التي يشكل السنة الأغلبية فيها.



منذ شهرين، جاء مجموعة من الرجال الملثمين إلى الكشك وأمروا محمد بعدم بيع الصحف التي تصدرها المجاميع الشيعية أو المسؤولين الحكوميين، منذرينه بالموت إن لم يفعل.



" لقد هددوا الناس الذين يشترون تلك الصحف أيضا" أضاف شاكر الذي تعامل مع التهديد بجدية وأغلق كشكه لان معظم الصحف التي يتعامل بها هي شيعية وتتحدث عن أمور الشيعة.



وظهر أن التهديد كان جديا. فقد قتل اثنان من باعة الصحف في الشهرين الأخيرين في منطقة الاعظمية السنية ببغداد. و تم قتل ثلاثة آخرين في منطقة الدورة جنوب العاصمة وهي كانت منطقة مختلطة سرعان ما أصبحت سنية تماما.



يقول باعة الصحف أن لا احد يمكنه بيع الصحف في هذه المناطق بعد أن أصبحت تحت سيطرة الميليشيات السنية. فقد منع بيع صحيفة العدالة التابعة للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، صحيفة البيان التابعة لحزب الدعوة، وكذلك صحيفة الاشراقات التابعة للتيار الصدري.



لم يكن باعة وقراء الصحف هم الوحيدين الذين شملتهم موجة العنف الطائفي الأخيرة التي غطت العاصمة العراقية.



فقد طالت المقاهي أيضا، حيث تم تهديدها بالقنابل إن هي لم تكف عن عرض القنوات الشيعية. الكثير من المكتبات أيضا تم حرقها واستهدافها من قبل الانتحاريين.



جاءت الهجمات على خلقية انتعاش البيئة الحيوية للإعلام في العراق.



في زمن صدام، كانت الصحف المسيطر عليها من الدولة هي السائدة فقط. بعد سقوط النظام، انتعش المشهد الإعلامي. ففي صيف 2003، ظهرت عشرات الصحف، حيث صار بامكان العراقيين عرض وجهات النظر المختلفة بعد عقود من وجود الرقابة عليهم.



في السنة الماضية، ظهر ميل قوي للطائفية في الإعلام العراقي. حيث هناك الكثير من الصحف، الإذاعات، والتلفزيونات المرتبطة بالجماعات السياسية أو العرقية التي غالبا ما تقوم بتمويلها.



يشير صادق عبد الحسين، 35، معلم مدرسة من مدينة الصدر الفقيرة الشيعية إلى انه ليس فقط الميليشيات السنية هي من يحاول قمع الحرية الصحفية. ويقول إن أعضاء جيش المهدي وهي الميليشيا التابعة لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر تقوم بتهديد باعة الصحف والمكتبات في المناطق التي تسيطر عليها.



واضاف"تحاول الميليشيات إجبار المحلات على بيع الكتب الدينية فقط وإجبار باعة الصحف على توزيع منشورات جيش المهدي. وقام جيش المهدي بمنع تداول جميع الصحف التي يصدرها الجيش الأمريكي".



في تطور آخر، قام جيش المهدي بمنع التفرج على قناة روتانا الموسيقية أو ميلودي بشكل علني في الاماكن العامة، وهما القناتان العربيتان التي يفضلها الشباب العراقي. " كل من يشاهد عروض تلك القنوات جهارا، يتم جلده بالسوط أو يعذب من قبل عناصرميليشيات جيش المهدي" أضاف حسين.



تقول قوات الأمن أن تأثيرها قليل في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.



" لا يمكننا حتى حماية أنفسنا. كيف لنا أن نحمي الآخرين؟ قال المقدم محمد رافع من دورية الدورة، مضيفا انه من اجل تجنب الميليشيات، صار الضباط من الشرطة يوزعون الصحف التي تصدرها الوزارات العراقية أو القوات متعددة الجنسيات في العراق.



بدا سيف محسن،33، موظف حكومي من أهالي الاعظمية فزعا من الوضع.



وأضاف" لم أكن أتوقع أن يصل الأمر بالبلاد إلى هذه الدرجة من مصادرة الحرية حيث يتم قتل الإنسان لمجرد انه يقرأ أو يحمل هذه الجريدة أو تلك".



" اتمنى لو كانت الحكومة وقوات الأمن تعطي الحرية الكافية للمواطنين لقراءة آراء مختلفة كما هي حرية الميليشيات التي تجوب الشوارع".



"لكن الحكومة تسكن بأمان في المنطقة الخضراء، والميليشيات تسيطر على الشوارع".



حسين على: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists