يعاني النِساءُ والأطفالُ مِنْ استمرار المعارك

ترك الاطفال مدارسهم ولزمت النساء البيوت على اعقاب اسابيع من الصراع المسلح في محافظة الانبار.

يعاني النِساءُ والأطفالُ مِنْ استمرار المعارك

ترك الاطفال مدارسهم ولزمت النساء البيوت على اعقاب اسابيع من الصراع المسلح في محافظة الانبار.

Thursday, 8 December, 2005
.



قالت اسماء البالغة من العمر 35 عاما والتي تعمل ربة بيت من قرية ابي فراج في محافظة الانبار المضطربة "انا الان اعيش بلا امل".



حاربتْ القوات الأمريكية والعراقية المتمرّدين لعِدّة أسابيع في محافظةِ ألانبار , والتي تعتبر مركز المقاومةِ العربيةِ السنيّةِ. كما في النزاعاتِ الأخرى حول العالمِ، فان نِساءِ وأطفالِ الأنبار عَانوا من القتال.



في مدينة الرمادي، عاصمة الأنبار في غرب العراق، وفي القرى المحيطة، فان القليل من النِساءَ تجرأن على السير في الشوارعَ بسبب حالةِ الأمنِ الخطرةِ.



الخدمات العامة مثل الماء والكهرباء في هذه المدينة التي يسكنها 400000 نسمة جيدة، لكن القتال ينفجر فيها فجأة واحيانا دون مقدمات، مما يؤدي الى غلق المحال التجارية والمدارس.



قال وليد محمد ،35، يملك محلا للملابس النسائية "عندما نسمع الناس تصيح ان الله يدبر المعيشة، نقوم على الفور بغلق محلاتنا لانها علامة على بداية الاشتباكات.



اخذت تجارة وليد بالتراجع كون منذ بدأ القتال كون زبائنه من النساء اللائي يتخوفن من المخاطرة بالخروج من بيوتهن.



لم يتم التعرف على جثث القتلى والمصابين في الرمادي. قالت القوات الاميركية ان قصفها المركز للمدينة في 16/10 قد ادى الى مقتل 70 من المتمردين الذين قال الاطباء والمدنيون ان 20 منهم كانو من المدنيين.



قالت القوات الاميركية بانها قد استهدفت الجماعات المسلحة فقط وحاولت تجنب وقوع ضحايا من المدنيين.



الصراع الدائر في المنطقة كان له نتائجه الغير مباشرة ايضا حيث ذكرت اخصائية الولادة والامراض النسائية في مستشفى الرمادي الدكتورة انعام الباسم بان 20%- 25% من النساء الحوامل اجهضن خلال الاشهر الثلاثة الماضية نتيجة للاجهاد الذي خلفه الرعب من الغارات الجوية والقصف المدفعي والقتال الدائر هناك.



قال مساعد الطبيب مهند شهاب بان الحوامل قد واجهن الكثير من الصعوبات في الوصول الى المستشفى الذي يعتبر المكان الوحيد في المنطقةِ الذي تتم فيه الولادات النسائية والذي يقع بين جسرين يمثلان موقع الإشتباكاتِ المتكرّرةِ واللذان غالبا ما يتم غلقهما من قبل الامريكان بسبب المواجهات هناك.



لم يحصل النساء والاطفال على الرفاهية في ظل الحاجة الى التعليم المبكر ووسائل اللهو واللعب.



قالت الموظفة الحكومية ابتسام جاسم التي تبلغ من العمر 30 عاما "ان اطفالنا بحاجة الى العيش مثل اقرانهم في اماكن اخرى" واضافت "انهم بحاجة الى اماكن للعب وحدائق ورياض اطفال. نريد لهم ان يعيشوا بعيدا عن الرعب والقتل والخوف".



يقول محمد توفيق استاذ علم الاجتماع في جامعة الانبار كلية التربية بان العديد من الاطفال امتنعوا من الذهاب الى مدارسهم بسبب الخوف من الاشتباكات التي غالبا ما تحدث في منتصف النهار.



عبر الدكتور توفيق عن قلقه من ان يلجأ الاطفال الى تقليد اطراف النزاع سواء كانوا من المسلحين او الجيش الامريكي.



شيماء صادق من سكنة حي التاميم الواقع في احد اطراف مدينة الرمادي تقول بان ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات فقدت سيطرتها على الادرار بسبب الطريقة التي قام بها الامريكان بمداهمة منزلها قبل عشرة شهور مضت.



اما ابنتها الاخرى هاجر اسماعيل والبالغة من العمرسبع سنوات توقفت عن الذهاب الى المدرسة بسبب الاشتباكات التي حصلت في ايلول سبتمبر الماضي حيث قالت هاجر "انا خائفة من الامريكان".



فقد اثير فؤاد ،ثماني سنوات، اخوه علاء بسبب رصاصة طائشة عندما كانوا يقومون بشواء الكباب سوية في الرمادي.



قال اثير "لقد جاء الامريكان الى بيتنا للاعتذار عن قتلهم اخي عن طريق الخطأ ولن اذهب الى المدرسة بعد الان لان منظر اخي وهو مقتول لايزال يدور في ذهني".



عمدة مدينة الفلوجة ،كبرى مدن الانبار، ضاري عبد الهادي العرسان اتهم القوات الاميركية باعتقال النساء والاطفال للاشتباه بعلاقتهم بالجماعات المسلحة. في ايلول سبتمبر الماضي قام سكان المدينة بالاحتجاج لقيام القوات الاميركية باعتقال احدى النساء لانها كانت بنت ابي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق.







اضاف العرسان "لقد ابلغنا الامريكان بان النساء والاطفال في هذه المدينة هم خطوط حمراء لايمكن تجاوزها".



هذا لايعني بان للجماعات السلحة شعبية بين الناس. احد سكان الرمادي الذي فضل عدم ذكر اسمه قال بانه يتعجب للاشخاص ذوي "الوجوه الخفية" ووقوفهم خلف العمليات المسلحة. ليس من الواضح من هم هؤلاء الاشخاص ومع من او ضد من. واضاف "الشيء الوحيد الذي نعرفه هو انهم مجاهدين".



واضاف ،في النهاية هناك حقيقة واحدة ثابتة هي "ان العراقي هو الخاسر الوحيد".



ياسين عايد الدليمي: صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام من مدينة الرمادي























Iraq
Frontline Updates
Support local journalists