نزوح جماعي وسط تصاعد العنف

يهرب اهالي المدينة لتفادي هجوم متوقع تقوم به القوات الأمريكية.

نزوح جماعي وسط تصاعد العنف

يهرب اهالي المدينة لتفادي هجوم متوقع تقوم به القوات الأمريكية.

Saturday, 24 June, 2006
.



يقدر أهالي الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية ان 70 بالمائة من السكان قد تركوا المدينة الأسبوع الماضي، ويحمل الكثير منهم الأعلام البيضاء مخافة ان يتم قتلهم من قبل قناصي البحرية الأمريكية.



اخبر السكان ان القوات الامريكية قامت في 13 حزيران بارسال رسائل الى السكان عبر مكبرات الصوت طالبة منهم اخلاء المدينة ومحذرة من قيامها بتفتيش البيوت بيتا بيتا بحثا عن السلاح والمقاتلين.



العنف المستمر بين البحرية الامريكية وبين المقاتلين، القصف الجوي، وانقطاع الماء والكهرباء وشبكات الهاتف قد جعل الحياة لا تطاق هناك. يقول اهالي الرمادي ان القوات الامريكية تقوم بشكل منتظم بالاستيلاء على البيوت لمقاتلة المسلحين، بينما يشاهد القناصة من الجانبين المتحاربين وهم يستخدمون أسطح المنازل كمواقع للقنص.



قالت سامية عواد،68، والتي تركت الرمادي هاربة مع بناتها واولادها الى الجزيرة التي تبعد 20 كم شرق الرمادي "الظرف صعب و مأساوي".



واضافت" لا يزال الكثيرين من اهالي الرمادي في بيوتهم، والعشرات منهم قد ماتوا".



قال محمد لطيف عضو مجلس محافظة الرمادي الذي ذهب الى بغداد للاقامة مع اقربائه انه وخلال الايام القليلة الماضية قد رأى ما يقارب 1500 عائلة تترك المدينة، والنزوح الجماعي لا يزال مستمرا.



ذهب غيث سالم الدليمي،17، طالب، الى بغداد ايضا مع ابويه، الا انه قال بان اقربائه قد منعوا من الرحيل من قبل الامريكان بسبب القصف الجوي في اليومين السابقين. انه ،كغيره من الطلبة، لم يكمل العام الدراسي، واضاف بان جامعة الانبار قد اغلقت ايضا.



واضاف "لقد تم افراغ منطقتنا بالكامل، لم يبق فيها احد. الناس تترك المدينة على شكل مجاميع حيث لا توجد خدمات بالمرة. لا يمكن الذهاب الى المستشفى لان الحركة مقيدة وممنوعة".



الكثير قد هرب الى المدن الاخرى في الانبار مثل الفلوجة، حديثة، والجزيرة وكذلك الى بغداد.قال عماد حمزة عباس الذي يرأس مجلس محافظة حديثة ان السلطات هناك قد وفرت 200 خيمة ومياه للشرب للنازحين من سكان الرمادي، وقامت بإيواء العوائل الأخرى في المدارس.



رفض المتحدث الرسمي لقوات التحالف بقيادة امريكا الإدلاء باي تعليق لمراسل معهدنا.



عانى المدنيون في محافظة الرمادي بشكل غير متكافيء من سنين الصراع. افاد تقرير نشرته النيويورك تايمز الاسبوع الماضي ان 19.7 مليون دولارا دفعها البنتاغون كتعويضات للقتلى والجرجى من المدنيين وللبيوت المهدمة، كانت حصة الانبار منها 9.5 مليون دولار.



يشتبك المسلحون بشكل منتظم مع القوات الامريكية في الرمادي منذ سقوط النظام البعثي في 2003، الا ان قوات التمرد تنقسم في ما بينها ايضا.



المجموعات العراقية المقاتلة التي تصف نفسها "المقاومة الوطنية العراقية الاسلامية" تستهدف الامريكان بشكل خاص، لكنها قاومت ايضا شبكة القاعدة في العراق والتي يتزعمها ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل في قصف جوي الاسبوع الماضي. وكان مناصريه قد قاتلوا في شوارع الرمادي وهم المسئولون عن الهجمات الوحشية التي كلفت المئات من الأرواح البشرية هناك.



رغم ان القتال قد استشرى خلال الاسبوع الماضي، الا ان بعض المقاتلين انكروا ان الهجمات لها علاقة بموت الزرقاوي.



قال ابو عمر قائد تنظيم المقاومة الاسلامية لتحرير العراق ان جماعته قد كثفوا الهجمات على القوات الامريكية، لكنه اضاف ان ذلك لا صلة له بمقتل الزرقاوي الذي يعارضه هو شخصيا.



اضاف ابو عمر" لقد قمنا بمهاجمة الدورية الامريكية، و سنواصل الجهاد ضد الامريكان وليس ضد ابناء شعبنا".



"نحن لا نقاتل الامريكان فقط – نحن نقاتل المتطرفين وكل من يحاول تشويه المقاومة الشريفة. كعراقيين، نحن لسنا بحاجة الى الزرقاوي ليقودنا".



يقول المتعاطفون مع المسلحين من اهل الرمادي ان المجموعات الاسلامية المتطرفة مثل القاعدة قد جعلت الامور اكثر سوءا حين بدأت باستهداف نقاط تفتيش الشرطة في عام 2004 تاركة معظم المدن في ما يسمى بالمثلث السني دون نظام وقانون. كذلك استهدف المتطرفون اعضاء المجالس المحلية والقادة من العرب السنة.



بينما يسود الاعتقاد بان الجيش العراقي يعمل مع القوات الامريكية في الرمادي، الا انه لا توجد هناك شرطة او قوات امن حكومية في المنطقة. لقد تم حل شرطة المدينة قبل سنة و نصف تقريبا بعد ان تم قتل وتهديد الكثير منهم.



في كانون الثاني من عام 2006، تم في هجوم انتحاري قتل 160 رجل كانو قد قدموا للعمل مع الجيش العراقي. اتفق شيوخ العشائر مع الجيش الأمريكي للعمل سوية من اجل تشكيل وحدة للشرطة والجيش من أهالي المنطقة.



كذلك تم قتل وقطع رؤوس منتسبي الجيش العراقي وشرطة الكمارك في الرمادي. اعلن ألزرقاوي مسؤوليته عن ذلك من خلال أوراق كان يلصقها على اجساد الضحايا، لم يجرؤ احد على تحريك الجثث لعدة ايام خوفا من يتم قتلهم أيضا.



قال لطيف" كل من ينتقد القاعدة، او يزيل منشوراتها، ولا يتعاون معها يعتبر جاسوسا وتتم تصفيته في الحال".



وروى مقتل الشيخ ناصر الفهداوي، وهو شيخ عشيرة قتل بعد ان ضيف رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري العام الماضي، وكذلك اغتيال عضو مجلس المحافظة الحاج خضر الذي يعتقد بوقوف القاعدة في العراق وراء اغتياله.



هناك مخاوف في الرمادي من ان خليفة الزرقاوي ابو حمزة المهاجر سيكون اكثر شدة وتطرفا، وان تأثيره سيؤدي الى تدمير ما تبقى من مدينتهم.



قال رجل من الرمادي رفض اعطاء اسمه بسبب المخاوف الامنية "هل ستنتهي عمليات ذبح الناس مثل الدجاج؟ لا اعتقد ذلك لان الزرقاوي قد سلم السكين الى جزار اخر".



ياسين الدليمي وداود سلمان متدربان في معهد صحافة الحرب والسلام في الانبار وبغداد
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists