موجة من التفجيرات تهز العراق

سؤال حقيقي يطرح نفسه عن مدى فاعلية الاجهزة الامنية عقب انسحاب القوات الاميركية

موجة من التفجيرات تهز العراق

سؤال حقيقي يطرح نفسه عن مدى فاعلية الاجهزة الامنية عقب انسحاب القوات الاميركية

Aftermath of a car bomb in the Kadhimiya district of northern Baghdad that left six people dead. (Photo: IWPR)
Aftermath of a car bomb in the Kadhimiya district of northern Baghdad that left six people dead. (Photo: IWPR)
The concerted attacks have left people doubtful that their army and police can protect them. (Photo: IWPR)
The concerted attacks have left people doubtful that their army and police can protect them. (Photo: IWPR)
Thursday, 23 February, 2012

 

هزت سلسلة انفجارات العراق يوم الخميس المصادف 23-2-2012 ليذهب ضحيتها اكثر من مسة قتيل و جريح,مما يثير الشكوك حول قابلية القوات الحكومية للحفاظ على الامن عقب الانسحاب الاميركي.

تم فرض حضر للتجوال في كل من محافظتي بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد ومحافظةصلاح الدين شمال العاصمة ، حيث وقعت ثلاثة انفجارات.

اصدرت وزارة الخارجية بيانا قالت فيه ان 22 انفجارا  في 19منطقة من البلاد، بضمنها 8 انفجارات في العاصمة.

سقط مالايقل عن 100 مدني وفقا لمصادر طبية والتي حذرت من  احتمالية ارتفاع معدل القتلى.

وصف  الضحايا والشهود لمعهد صحافة الحرب والسلام جوا من الرعب والخوف في واحدة من اكثر الايام دموية في تاريخ العراق الحديث.

وهو يرقد على سرير في احدى مستشفيات بغداد، وصف ابو علاء، 46 عاما، كيف انه كان يتناول الفطور مع عائلته بينما تحول منزله الى حطام من جراء احدى الافنجارات التي هزت العاصمة.

كنا نتناول الطعام ،بعدها سمعت الانفجار وانهار كل شىء امام عيني واضاف ابو علاء:  "ولااعلم مالذي حدث بعد ذلك."

 تسعة من اقاربه كانوا يرقدون في المستشفى ، ولم يكن ابو علاء متاكدا من مصيرهم.

وقال ابو علاء: "لااعلم ان كانوا احياء ام اموات- سمعت بان جاري قد توفي."

بعد ان نجت من انفجار بحي الكرادة ببغداد، بكت سرى محمد، وهي فتاة تبلغ من العمر 10 اعوام، على منظر منزلها المدمر.

قالت سرى: "سقط كل شيء على راسي وعلى رؤوس اخوتي. لااعرف كيف بقينا احياء لحد الان،" الفتاة اليتيمة التي كانت قد  فقدت والديها في انفجار قبل عامين ,كانت خائفة على مصير اخوتها هذه المرة.

" كنت خائفة من فقدان اخوتي هذه المرة", اضافت سرى.

وتساءل علي احمد، 34 عاما، يسكن حي الكاظمية شمال بغداد, حيث انفجرت سيارة ملغمة اودت بحياة ستة اشخاص, عن قدرة الحكومة على حماية المواطنين.

ويقول احمد الذي يعمل بقالا: "لاخيار لدينا سوى التعامل مع الارهاب لان الحكومة فشلت في مواجهته،" ويواصل "خيارنا الوحيد هو مغادرة البلاد."

واضاف القول ان على الحكومة الاعتراف بانها غير قادرة على منع سفك الدماء.

"اعترفوا- اخبرونا بانكم غير قادرين على حمايتنا بعد الان."

لم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الهجمات. غير ان التصاعد في العنف ماهو الا اشارة واضحة على اعتقاد الجماعات المتطرفة بان الوضع الامني اضعف الان، خصوصا بعد مغادرة الاميركان، ولذلك فهي تخطط لاستغلاله.

استنكر البرلمان العراقي الهجمات التي استهدفت المدنيين على وجه الخصوص.

وقال في بيان له : "ان التفجيرات الاجرامية واعمال العنف التي استهدفت المدنيين العراقيين اليوم تسعى لاذكاء الفتنة بين الناس."

واعربت اللجنة الامن والدفاع النيابية عن خوفها من الاثار المترتبة عن هذه الهجمات.

حيث قال عضو اللجنة حسن جهاد: " ان تفجيرات الخميس مؤشرعلى الوضع المقلق،" واضاف " ماحدث اليوم يظهر لنا ان قواتنا الامنية غير مستعدة لتولي مهمة  حفظ الامن."

وقال جهاد الذي تشرف لجنته على الوزارات الامنية بان اللجنة تخطط لفتح تحقيق، "لتشخص  نقاط الضعف في الاجهزة الامنية العراقية."

من جانبها نفت الحكومة فشلها في حماية المواطنين عقب الانساحب الاميركي في كانون الاول.

حيث صرح تحسين الشيخلي،نائب المتحدث باسم الحكومة، لمعهد صحافة الحرب والسلام بان على العراقيين "الوثوق بقواتهم الامنية، القادرة على حماية بلدهم."

واستدرك الشيخلي: " حتى لو كانوا (القوات الاميركية) هنا، لكانت التفجيرات ستحدث."

انهت هذه الهجمات بضع اسابيع من الاستقرار النسبي، والذي تمكن فيه القادة السياسيون من المضي قدما في حل الازمة السياسية التي اندلعت بعد صدور مذكرة توقيف بحق طارق الهاشمي، السياسي السني البارز.

هددت تلك الازمة بتدمير توازن القوى الذي يقوم علية النظام الديموقراطي الهش للبلاد.

وحملت القائمة العراقية، الكتلة السنية المنتمي اليها الهاشمي، رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته مسؤولية الفشل في منع الهجمات .

واعلنت القائمة في بيان لها بانها: "تلقي اللوم على الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة (المالكي) في سفك الدم العراقي،" وشدد البيان : "على الحكومة ان تستقيل ان كانت غير قادرة على حفظ الامن."

وقال محللون سياسيون بان المتمردين يستغلون الفراغ الجزئي للسلطة الناجم عن الخلافات الطويلة المدى للقادة العراقيين ، فضلا عن انسحاب القوات الاميركية.

حيث قال كاظم المقدادي، محلل من بغداد: "عندما يشهد الارهابيون قادة البلاد يهاجمون بعضهم البعض ويتجادلون فيما بينهم ، فانهم يعتقدون بانه الوقت المناسب لانتهاز الفرصة وقتل الناس، خصوصا بغياب القوات الاميركية من العراق."

ويواصل المقدادي الحديث بقوله ان التفجيرات "ماهي الا رسالة من الارهابيين بانهم لا يزالوا موجودين، وبامكانهم التحرك في كل مكان وقتلنا متى ماشاؤوا."

 

باسم الشرع- صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام

 عبير محمد- محررة المعهد/ العراق




Conflict
Frontline Updates
Support local journalists