لقنابل والحشرات تضرب الصناعة المربحة

.



منذ طفولته في محافظة بابل في الحلة، أحب هادي النخلة وتعلق بها حيث كانت رمزا ومصدرا للثروة في العراق.



كانت بساتين النخل في العراق تنتج ولعقود حوالي 600 نوعا من التمر حيث كان العراق اكبر منتج للتمر في العالم. وكانت الخمسينات هي الفترة الذهبية، والى الآن يعتبر التمر ثاني أهم المنتجات بعد النفط.



يتذكر باقر بحب تلك الأيام حين "كانت نخلة واحدة بثمارها وفروعها ودبسها كافية لتوفير المعيشة للعائلة".



لكن الأمر لم يعد كذلك الآن. فقد نشرت إحصائية جامعة دوسلدورف أن صادرات التمر العراقي انخفضت من 80% في العام 1970 الى 16% في العام 2001.



كانت الحرب احد اكبر الأسباب حيث دمرت ما يقارب من 20 مليون نخلة على مستوى البلاد كلها. حيث انخفض عدد النخيل من 33 مليون نخلة في الخمسينات إلى 10 مليون نخلة في 2003 وذلك بحسب احصائيةالسلام الأخضر.



وقد تضررت البصرة كثيرا في الجنوب العراقي حيث بقي فيها 4 ملايين نخلة من مجموع 16 مليون نخلة. حيث تحولت بساتين النخيل في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات إلى ساحة للمعارك.



قال محمد حسن، ضابط عراقي سابق، أن الكثير من النخيل تم تفجيرها وان قيادات الجيش العراقي اصدرت أوامر بقلع الأشجار وحرقها للتمكن من رؤية الأعداء. وكنتيجة لذلك، ترك معظم الفلاحين وعوائلهم قراهم وبساتينهم وفروا إلى المدن.



وعانت البساتين من تدمير إضافي بسبب عمليات عاصفة الصحراء في العام 1991 وفي الحرب التي قادتها أمريكا العام 2003 وكذلك من الاهمال العام.



فشلت الخطة الحالية لإعادة زرع النخيل لان معظم أل 20 مليون نخلة الجديدة قد تمت سرقتها وبيعها في الخارج.



و بسبب بقاء الوضع الأمني غامضا في العراق، فان الأمور لا تبشر بخير حول أشجار النخيل وملاكها.



قال عبد العزيز على صاحب الذي يملك غابة من النخيل في أبو غريب المنطقة المتوترة غرب بغداد "تحتاج أشجار النخيل إلى عناية مستمرة. لكن استمرار العمليات المسلحة في منطقتنا جعلتنا بعيدين عنها".



إضافة إلى المسلحين، فان حشرة الدوباس صارت مشكلة مهمة للنخيل في السنين الاخيرة. تقوم هذه الحشرات الدقيقة بفرز سائل لزج يمنع عملية التركيب الضوئي. وإذا تركت دون معالجة فأنها تتضاعف بسرعة وتستهلك أوراق الشجرة ايضا.



يشتري عباس السلطاني، فلاح من كربلاء، المدينة المشهورة بالسياحة الدينية، بالبرتقال، وبأشجار النخيل، مبيدات الحشرات من السوق السوداء بأربعة أضعاف سعر الدولة المدعم من اجل كسب قوت عائلته.



حسن المسعودي، فلاح من كربلاء ضربت حشرة الدوباس بساتينه واختار رشها بالمبيد الذي لم يصل إلى الفروع العالية منها.



توقف رش المبيدات بواسطة الطائرات وذلك لأسباب أمنية، إلا أن الطيران استؤنف هذا العام عندما استأجرت وزارة الزراعة طائرات خاصة للعمل في ثمانية محافظات زراعية رئيسية.



تتم عملية رش الحقول ((Barnstormer بالتنسيق مع الجيش الأمريكي لمنع استهداف تلك الطائرات وإسقاطها من قبل المسلحين.



يتوقع خبراء الوزارة إن رش تلك المبيدات سيساعد في زيادة الحاصل من التمور في العراق بين 20الى40 % للمساهمة بالنهوض بالاقتصاد العراقي المحطم.



عماد الشرع ودريد سلمان: متدربان في معهد صحافة الحرب والسلام في العراق