كرمة العنب 'المعجزة' تشفي المرضى

يأتي المئات للحصول على المياه الشافية من عريشة العنب الباكية

كرمة العنب 'المعجزة' تشفي المرضى

يأتي المئات للحصول على المياه الشافية من عريشة العنب الباكية

Tuesday, 22 February, 2005

يتزاحم العشرات من الناس في ساحة الدار الصغيرة في أحدى المناطق الفقيرة من مدينة الصدر شمالي شرق بغداد تحت فمرية العنب يرفعون أكياساً بلاستيكية الى الأعلى لجمع الماء المتدفق من كرمة العنب.


ويقول هؤلاء المتزاحمون ان الماء هو في الحقيقة دموع تذرف من أجل الإمام العباس (ع) الذي استشهد مع الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف في كربلاء، وان هذة الدموع تستطيع ان تشفي الامراض والاعاقات.


وعلى الرغم من ان هذه المعجزات المذكورة تحدث من حين لآخر في تاريخ العراق، فان نظام صدام حسين قد اتخذ موقفاًَ سلبياً من هذه المزاعم. ونتيجة لذلك، كان العديد من الشيعة يخافون السعي نحو المواقع التي تحدث فيها المعجزات ليشاركوا في البركة التي يقال انها توزع.


ولكن حرية الشيعة تزدهر حالياً، لهذا ذكر ان مئات من الزائرين قد أقبلوا للبحث عن مياه الشفاء من عريشة العنب هذه. وعلى وفق ما تذكره صاحبة الدار: أم جاسم, فان الكرمة بدأت بالبكاء يوم (29) شباط المصادف لليوم الثامن من عزاء عاشوراء، مثل الخروف الي اقتيد للذبح حسب الطقوس.


وقالت أم جاسم "ان عيون الخروف تمتلئ بالدموع أيضاً قبل ان يذبح".


وقالت "كنت أصلي داخل البيت عندما رأيت الخروف يدخل فجأة ويضطجع الى جانبي. وقد فشلنا في حمله على الخروج الى ان همسنا في أذنه بجملة "لا إله إلا الله".


وتذكر أم جاسم قائلة "عندما طرحنا الخروف لذبحه تساقط الماء على رأس الحيوان من الأعلى مع ان السماء كانت صافية بلا غيوم".


وقال جمعة علاوي زوج أم جاسم "كنا تحت شجرة العنب نتطلع نحو مصدر المياه فشاهدنا أغصان الشجرة تذرف الدموع علينا".


وتابع قائلاً "لم نكن نعرف ان هذا الماء يمنح البركات، الى ان أخذ جيراننا بعضاً منه ليتباركوا به ويسقوه الى ابنهم المريض. وتعافى الولد في اليوم التالي".


وسرعان ما انتشرت الأخبار وجاء الزائرون الى الساحة. ان الكرمة التي قال علاوي انها كانت "ميتة وجافة" ازدهرت بالبراعم.


وأخرج قائمة تحتوي على الأسماء وأرقام الهواتف للأشخاص الذين يدعون ان الماء قد شفاهم.


وقال علاوي "ان أخرساً في السادسة من عمره نطق فجأة وقال "حسين" بعد ان شرب بضعة قطرات من الماء. وكذلك الحاج طعمة المالكي وهو شيخ مسن أعمى، مسح عينيه بهذا الماء ، والآن أصبح بامكانه ان يرى". كما ذكر أيضاً ان الماء قد ادى الى شق كيس مائي في رأس أحد الرجال وضموره تماماً ومكن امرأة مشلولة من الخصر الى الأسفل من السير مرة أخرى.


ولم يكن مفاجأة ان تصبح المعجزة المذكورة محط انتباه الاعلام الذي قال علاوي انه تسبب في التقليل من تدفق الماء.


وزعم علاوي "لقد قل التدفق بعد ان قام المصورون بتصوير الكرمة".


*عبد الأمير الجبوري ـ بغداد


Frontline Updates
Support local journalists