قضي الامر

الحرب ستبدأ ولكن لا يستطيع اي احد ان يتوقع عواقبها.

قضي الامر

الحرب ستبدأ ولكن لا يستطيع اي احد ان يتوقع عواقبها.

Tuesday, 22 February, 2005

لقد استنفذت الدبلوماسية. ليلة الاربعاء، قد تجد الولايات المتحدة وبريطانيا انفسهما في حرب مع نظام الذي يدعون بأنه يملك قوة تدميرية هائلة.


العالم العربي بدوره سيجد نفسه على حافة عصر لم تخف فيه الولايات المتحدة نواياها لاعادة رسم الخارطة السياسية في الشرق الاوسط، مشتركة مع مصالح اسرائيل في هذه النقطة كما هي لها.


في الانذار النهائي الذي وجهه الرئيس الامريكي مساء الاثنين قام باعطاء الرئيس صدام حسين 48 ساعة لترك العراق او ان يتم خلعه بالقوة. صدام والذي كان قد هدد سابقا بأن الحرب ستنقل الى خارج حدود العراق رفض بدوره ذلك.


عام 1990، دخلت الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب مع العراق ولكن حينها لم تكن حرب ضد صدام شخصيا. الحرب كانت مدعومة من الامم المتحدة وشملت مجال واسع من الحلفاء الشركاء من بينهم بعض الدول العربية. عام 2003، فيما عدا مساعدات القوات الاسترالية، سيكونون وحدهم دون مباركة او موافقة من مجلس الامن في الامم المتحدة، الاتحاد الاوروبي، او حلف شمال الاطلسي NATO وبدون مشاركة اي جندي من العالم الاسلامي او العربي.


توقعات المحللين العرب تشير الى نتائج فظيعة للمنطقة بمثابة الانحدار الى حرب اهلية داخل العراق الى كارثة جديدة للفلسطينيين على يد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون (المحمي من قبل امريكا).


تحت غطاء الحرب اسرائيل قد بدأت فعلا بالتصعيد من عملياتها العسكرية في المناطق المحتلة. باستهداف ليس فقط القادة العسكريين لحركة حماس ولكن ايضا القادة السياسيين. في الشهر الماضي لوحده قتل اكثر من 80 فلسطينيا معظمهم في قطاع غزة، وتم اعتقال 2000 شخص، مما يجعل مجموع المعتقلين من الكوادر الفلسطينية للعام الماضي 8000 معتقل. اقل ما يتوقعه العرب الان هو "نفي سياسي" او ترحيل القادة الفلسطينيين من بينهم الرئيس ياسر عرفات. اكثر ما يتوقعونه هو ترحيل جماعي يشبه ذلك الذي حصل عام 1948.


اما للغرب واحدة من النتائج المباشرة للحرب انه لن يكون هناك امريكيا او بريطانيا في مأمن في أي مكان في العالم. لقد وضح ذلك ليس فقط على لسان صدام حسين الذي تحدث عن انتقام من كل انحاء العالم عبر البر، البحر، والجو ولكن ايضا طرح ونوقش بشكل كبير من قبل مثقفين قياديين في العالم الاسلامي.


في دعوة نشرت في الصحف المصرية يوم 10 آذار 2003 دعا رجال دين مسلمين من جامعة الازهر العرب والمسلمين في جميع انحاء العالم ان يكونوا مستعدين للدفاع عن انفسهم وعن دينهم "حسب القانون الاسلامي". الجهاد هو واجب على كل مسلم ومسلمة اذا اعتدى العدو على ارض اسلامية. حتى قبل بدء الحرب ناقش المعلقون في الغرب واسرائيل "اي دولة بعد العراق تستحق مد يد المساعدة لها باتجاه الديمقراطية" والتي يتكلم باسمها جورج بوش وتوني بلير. البعض يقول ايران، البعض يقول سوريا ولبنان. ولا يوجد هناك اي شخص في العالم العربي يعتقد بأن الامر سيتوقف في العراق.


الحرب التي تدعمها والتي تطلبت الجزء الافضل من عقد من الزمان، هي اكبر مقامرة من سلسلة مقامرات للمعارضة العراقية المدعومة من امريكا التي يتزعمها معارضون لصدام حسين مثل القائد الكردي مسعود برزاني ورئيس المجلس الوطني العراقي احمد شلبي والذي يشتمون اليوم من قبل العربي ومعارضي الحرب "بالعملاء الامريكيين".


سيلامون، ليس فقط على مقتل المدنيين العراقيين، وانما ايضا بمحاربتهم العسكرية لازالة صدام في الاسابيع الماضية حاربوا ايضا لتغيير المخططات الامريكية لادارة عسكرية للعراق بمشاركة ضئيلة من العراقيون انفسهم.


عشية الحرب، وبعد ان عاد من محادثات "آخر لحظة" في واشنطن، أخبر مسئول رفيع المستوى في حكومة الحكم المحلي الكردي في شمال العراق IWPR ان المعارضة قد استلمت تاكيد من الحكومة الامريكية أن يتم تسليم الحكم "لسلطة محلية قومية" بشكل تدريجي تبدأ خلال اسابيع من مقتل صدام او نفيه.


برهام صالح رئيس الوزراء في سليمانية قال بأن السلطة الوطنية ستشمل اكثر من رؤساء المعارضة مثل برزاني وشلبي والذي كان قد تم ترشيحهم من بين قيادة مكونة من 6 اشخاص خلال اجتماع مراقب من قبل امريكا في شمال العراق الشهر الماضي.


قال: "ستكون هناك محركات جديدة، واضاف، سنضطر الى اعادة النظر في كثير من الاشياء بعد التحرير".


جولي فلينت جولي فلينت جولي فلينت مراسلة للشرق الأوسط و عضو سابق في مجلس أمناء IWPR، تعمل حاليا كمحررة منسقة لملف "تقرير الأزمة العراقية".


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists