عقوبة الإعدام كوسيلة للانتقام

استعمل القادة العراقييون منذ القدم عقوبة الاعدام للانتقام من اعدائهم.

عقوبة الإعدام كوسيلة للانتقام

استعمل القادة العراقييون منذ القدم عقوبة الاعدام للانتقام من اعدائهم.

Monday, 15 February, 2010
. وتعود في قدمها الى المملكة البابلية في القرن الثامن عشر قبل الميلاد حيث ورد في مسلة حمورابي، التي تعتبر من اول القوانين المكتوبة، فرض عقوبة الاعدام للسرقة والقتل، و أعطى الحكام مرونة في استعمال تلك العقوبة ضد اعدائهم.



وكانت تلك من الاشياء التي استغلها الحكام العراقيون حتى العصر الحديث. فمثلا، قتل النظام السابق كل من جرأ على التطاول على المسؤولين. ومجرد البصق على صورة الرئيس كانت كافية لتعتبر جريمة يستحق فاعلها الموت.



اصرت حكومة صدام ايضا على اعدام الصحفي الايراني المولد والبريطاني الجنسية فرزاد بازوفت في العام 1990 لاتهامه بالتجسس رغم الدعوات البريطانية والعالمية للعفو عنه. وبدلا من اظهار لمسة انسانية، كانت القيادة القديمة فخورة باعدامه.



كان العراق يوما معروفا بعلمائه وحبه للعلم خلال العصر العباسي. ومما يؤسف له، فقد كان معروفا بحبه للموت (للقتل) ايضا.



وفي العصر الحديث، كانت عقوبة الاعدام مما يميز الانظمة العراقية التي حكمت بالقوة.



وبغض النظر عن ظهور الديمقراطية في العراق، فقد ظلت عقوبة الاعدام سارية رغم المحاولات الدولية لالغائها.



اظهر الكثير من الشخصيات الدولية ومن بينهم المبعوث الخاص للامم المتحدة اشرف قاضي قلقهم من الاعدامات المتكررة. طالب العراق المجموعة الدولية لمساعدته في انهاء العنف الذي اكتنف البلاد، لكنه لم يعر اهتماما للنداءات الدولية لايقاف العمل بعقوبة الاعدام.



حاول الحاكم المدني بول بريمر في العام 2003 الغاء تلك العقوبة قبل انشاء مجلس الحكم، لكن القادة الجدد للبلاد اعادوا العمل بها.



منذ الاطاحة بالنظام السابق، اصدرت الحكومة حكما بالاعدام على 200 شخص تم تنفيذ العقوبة بخمسين منهم.



السبب الرئيس وراء ابقاء القادة العراقيين على عقوبة الاعدام هو حب الانتقام.



حتى اولئك الذين يعارضون الحكومة لم يطالبوا بالغاء تلك العقوبة لانهم سيستعملونها يوما ما ضد اعدائهم.



ربما طالبوا الحكومة بعدم اعدام الرئيس السابق صدام حسين، لكنهم لم يطالبوا الغاء تلك العقوبة.



الخطر في العراق هو ان كل من يمسك بزمام الامور يستعمل تلك العقوبة كوسيلة للعقاب وليست لاغراض تحقيق العدل او ردع الجريمة.



الحكام الجدد للبلاد كانوا دوما تحت تهديد الاعدام خلال فترة صدام، والان هم يستخدمونها كسلاح لتهديد اعدائهم.



اعدام صدام سوف لن يخدم في تقليل الصراع الطائفي والعنف.



على العكس،فقد يذكي عداءا اكبر بين الشعب العراقي المختلف على تلك العقوبة، رغم عدم امكانية اي احد بالتنبؤ بما ستؤول اليه الامور.



مهما يكن من امر، فان حكم المحكمة على صدام قد رسخت في عقول العراقيين انه بينما هناك حكومات تاتي وتذهب، و لكن عقوبة الاعدام ستبقى ابدا.



علي مرزوق و ضياء رسن: مراسلان لمعهد صحافة الحرب والسلام
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists