تعليق: عطلة حلوة مرة

مر عيد هذه السنة اهدأ من المعتاد, فالشوارع خالية من أية مظاهر للاحتفالات

تعليق: عطلة حلوة مرة

مر عيد هذه السنة اهدأ من المعتاد, فالشوارع خالية من أية مظاهر للاحتفالات

Tuesday, 22 February, 2005

كانت عطلة عيد الأضحى في السنوات السابقة, تمنحنا أربعة أيام من السعادة في أوقات صعبة مختلفة. الشوارع مكتظة بالناس الذين يتسوقون, ويحتشد الناس في المتنزهات, وينظم الجيران متنزهات صغيرة للتسلية بدوامة الخيل كوسيلة مؤقتة مع تنقلات أخرى للأطفال.


مع ذلك, بدأ العيد هذه السنة بانفجارين قويين هزا مدينة أربيل. وكان عدد الضحايا في آخر احصائية قد بلغ 107 وأكثر, فيما جرح المئات. وقد وضع هذا البداية لعيد خال من البهجة.


ان كل عائلة مقتدرة تقوم تقليدياً في اليوم الأول من عيد الأضحى بنحر خروف لتخليد رغبة النبي ابراهيم (ع) للتضحية بابنه اسماعيل, ويوزع اللحم بعد ذلك على الفقراء كتذكير بالتزامات المسلمين لمساعدة اخوتهم الأقل حظاً في المجتمع.


ولكن هذه السنة لوحظ ان عدداً قليلاً من العوائل وزعت اللحم. فالعديد من العراقيين, لاسيما جنود الجيش المنحل حالياً, هم الآن عاطلون عن العمل, والعوائل التي لديها توفيرات تحتفظ بها لمستقبل غامض.


ان معظم المتنزهات في العاصمة, بما في ذلك, جزيرة بغداد السياحية الشهيرة شمالي بغداد, ومدينة الألعاب في الشرق, قد تحولت الى قواعد عسكرية للأمريكان.


الزوراء, المتنزه الرئيس الوحيد الذي ما يزال مفتوحاً, يقع في ظلال ( المنطقة الخضراء ), المقرات الرئيسة للتحالف في بغداد. ولدخول هذا المتنزه يجب ان يمر الشخص من خلال اجراءات أمنية مشددة, مما يضفي الاحباط على الجو الاحتفالي.


وفي مناخ عدم الأمان الذي أوجدته التفجيرات التي باتت تهز مدننا بين الفينة والأخرى, فان العديد من الناس قبعوا في بيوتهم خلال العطلة كلها.


وكانت شوارع بغداد مهجورة تماماً, وبدت مثل مدينة أشباح.


حتى الجو, سماوات ملبدة بغيوم عاصفة, تتناسب مع مزاج الكآبة.


ثمة شيئان اثنان فقط جيدان في هذا العيد: تقليديا,ً نقوم في اليوم الأول بزيارات الى قبور الأقارب من موتانا, لنتذكر الموتى ونكرمهم. وهذه السنة ومع اكتشاف المقابر الجماعية, عرفت العديد من العوائل للمرة الأولى أين تم دفن أقاربهم.


والشيء الجيد الآخر هو ان الجميع اتفق على اليوم الذي يبدأ العيد فيه.


في التقويم الاسلامي, تبدأ الشهور وتنتهي برؤية الهلال. وقبل شهرين خلال العيد الأصغر, الذي يأتي بعد نهاية رمضان المبارك, اختلف العلماء الشيعة والسنة فيما اذا كان الهلال قد تمت رؤيته. هذا الأمر لم يحدث هذه المرة.


يقول التحالف انه منحنا الحرية. ولكن دون أمن ـ شخصي واقتصادي ـ لا يبدو طعم الحرية لذيذاً. آمل ان يكون لدينا في الأعوام المقبلة الأثنين معاً: الحرية والأمان.


سلام جهاد ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists