الهجوم على جيش الرب للمقاومة - الآمال والمخاوف

يُشار إلى أن الهجوم يهدف إلى دفع زعيم المتمردين إلى العودة إلى محادثات السلام، إلا أن الشماليين يخشون العواقب في حال فشله.

الهجوم على جيش الرب للمقاومة - الآمال والمخاوف

يُشار إلى أن الهجوم يهدف إلى دفع زعيم المتمردين إلى العودة إلى محادثات السلام، إلا أن الشماليين يخشون العواقب في حال فشله.

Thursday, 18 December, 2008
.



إلا أن الشك ما يزال قائماً حول ما إذا كانت العملية العسكرية التي بدأت يوم الأحد والتي تضم القوات الأوغندية وقوات جنوب السودان ستنجح.



وقد صرح وزير الشؤون الخارجية الأوغندى سام كوتيسا للصحفيين في كمبالا في 16 كانون الأول بقوله: "نريد إخراج جيش الرب للمقاومة من مخبأه بحيث يتمكن من العودة إلى طاولة المفاوضات" مضيفاً "من الضروري الضغط على جيش الرب للمقاومة وإلا فإنه لن يعود إلى عملية السلام".



وقال: "إن هدفنا لا يزال الحصول على توقيع جيش الرب للمقاومة" على اتفاق السلام الذي استمر العمل عليه طوال عامين والذي رفض كوني توقيعه في مناسبتين مختلفتين.



وصرح كوتيسا كذلك بأن العملية العسكرية ستكون محدودة المدة.



قائلاً:"لن نبقى في الكونغو لمدة طويلة" مضيفاً "معلوماتنا الاستخباراتية تفيد بأن عدد مقاتلي جيش الرب للمقاومة أقل من ألفي مقاتل، ومع قتال عنيف لمدة أسابيع ينبغي أن نتمكن من القبض على كوني أو من دفعه للاستسلام."



قال كوتيسا ينبغي أن يفر كوني، ولكن سنقوض قواته بشكل حازم "وحتى لو لم يتم إلقاء القبض عليه سنكون قد سببنا له من الضرر ما سيمنعه من شن المزيد من الهجمات."



كما أضاف كوتيسا بأن مسار عمل أوغندة المقبل سيتوقف على نتائج القتال الحالي.



وأشار كوتيسا إلى أنه "إذا ما استسلم كوني... سيتم منحه العفو وستستخدم كل وسائل العدالة المحلية المتاحة على النحو المنصوص عليه في نظام روما الأساسي ـ المعاهدة التي أنشئت المحكمة الجنائية الدولية بموجبها ـ للتعامل معه" مضيفاً "لكن إذا تم القبض عليه بالقوة، لا أعرف ما سيحدث له".



وأشار كوتيسا أيضاً إلى أن التفاصيل عن الهجوم كانت ناقصة، ولكن القوات المشتركة كانت تحاول الحد من الخسائر البشرية بين صفوف غير المقاتلين.



وقال: "ليس لدينا معلومات بعد عن المصابين أو عن الذين ألقي القبض عليهم" مضيفاً "قمنا أولاً بتنفيذ عمليات القصف الجوي والجيش محاصر".



ومن جهة أخرى تشير التقارير الواردة من العاصمة الإقليمية دونغو إلى أن السكان بشكل عام يؤيدون الهجوم على قواعد متمردي جيش الرب للمقاومة؛ الذين كانوا قد هاجموا المدينة في تشرين الثاني إلى جانب غيرها من المراكز السكانية.



وحسب ما جاء عن إذاعة الأمم المتحدة في أوكابي، شوهدت قاذفات القنابل وسمع دويها مساء اليوم، ثم تلتها انفجارات يعتقد بأنها من المنطقة المجاورة لمعسكرات جيش الرب للمقاومة، قرب قريتي دورو وبيتيما اللتين كانتا قد تعرضتا كذلك لهجمات المتمردين خلال الأشهر الأخيرة.



وأعربت شبكة الإذاعة أيضاً عن أمل السكان المحليين بطرد جيش الرب للمقاومة من المنطقة قبل نهاية العام. وحتى الآن، لم ترد تقارير عن الفارين من القتال وقيل بإن أكثر من 80000 فروا من هجمات جيش الرب للمقاومة في الشهور الأخيرة.



ومن جهة أخرى، كان رد الفعل في أوغندا على الهجوم الجديد مختلطاً.



قال جيمي آكينا عضو البرلمان الذي يمثل ليرا ـ وابن الرئيس الأوغندى الراحل ميلتون أوبوتي: "أنا قلق جداً بشأن أبناء المقاتلين وزوجاتهم".



وأضاف "بالنسبة لهم يمثل هذا الهجوم مأساة مضاعفة فمعظمهم من الأطفال الذين تم اختطافهم. وسيتم قصفهم من قبل الحكومة التي فشلت في حمايتهم في المقام الأول".



هذا وقد كان آكينا واحداً من بين 15 عضواً من وفد شمال أوغندة الذي اجتمع في نهاية الشهر الماضي مع كوني ـ الذي رفض التوقيع على اتفاق السلام ثلاث مرات هذا العام.



وبالنسبة لآكينا إن هذا الهجوم مثير للقلق، لأنه عندما سافر إلى معسكر كوني التقى بأحد جنوده وكان قد تم اختطافه وإجباره على أن يصبح مقاتلاً.



قال: "في آخر رحلة للقاء كوني التقيت طفلاً في الثالثة والعشرين من عمره" وعلى غرار العديد من مقاتلي كوني، كان هذا الصبي قد اختطف عندما كان في الخامسة عشرة من عمره وكان من ليرا، وأضاف "لقد توسل لي للعثور على والديه وإخبارهما بأنه ما زال على قيد الحياة".



وقال آكينا إنه وجد أهل الجندي ونقل لهم الرسالة، وقد أعربوا عن أملهم بلقاء ولدهم إذا ما انتهت الحرب بسلام.



وتساءل آكينا: "ماذا سأقول لهما؟".



ووفقاً لبيان مشترك صدر عن مسؤولين من أوغندا وجنوب السودان والجيش الكونغولي، تعرضت قواعد كوني في حديقة غارامبا في شمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية لهجوم صباح يوم الأحد.



"وقد هاجمت القوات المسلحة الثلاث بنجاح الجزء الرئيسي من قوات قطاع الطرق، ودمرت معسكر كوني الذي يطلق عليه اسم معسكر السواحيلي وأضرمت فيه النار".



"والعمليات العسكرية ضد الإرهابيين مستمرة".



هذا وإن كوني وقادته مطلوبون من قبل المحكمة الجنائية الدولية منذ عام 2005 ، عن مجموعة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت بين عامي 2003 و 2004 عندما اشتد القتال في شمال أوغندة.



وقد كان كبير المدعين في المحكمة لويس مورينو أوكامبو قد أشاد بالهجوم.



ووفقاً لبيان صدر عن مكتب المدعي العام "أكد مكتب المدعي العام وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات على أهمية محاكمة القادة الثلاثة - جوزيف كوني واوكوت اودهيامبو ودومينيك اونجوين - الذين يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية عن جرائم جيش الرب للمقاومة أمام العدالة، وقد طال انتظار اعتقالهم".



"ومنذ الانسحاب من أوغندا استمرت هجمات جيش الرب للمقاومة الوحشية ضد المدنيين في جمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان وجمهورية افريقيا الوسطى. وقد تصاعدت بشكل مأساوي في جمهورية الكونغو الديمقراطية يوم 17 أيلول 2008 عندما شن جيش الرب للمقاومة عدة هجمات فقتل المدنيين واختطف عدداً كبيراً من الأطفال".



"هذا وقد برهن استمرار الهجمات على أهمية وضع حد لتهديد جيش الرب للمقاومة والقبض على القادة الثلاثة الذين يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية عن جرائم جيش الرب للمقاومة وتقديمهم للعدالة، فشعوب جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى وشمال أوغندة قد عانوا بما فيه الكفاية".



ومن جهة أخرى، تابعت جماعات مثل هيومن رايتس ووتش التحذير بأنه ينبغي الحرص على الحد من الخسائر بين غير المقاتلين.



وصرحت إليز كيبلر كبيرة مستشاري منظمة هيومن رايتس ووتش في برنامج العدالة الدولية بأن "هناك تاريخاً من الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين من قبل كل القوى المتحاربة في شرق الكونغو بما في ذلك الجيوش الأجنبية،" مضيفة "ينبغي على كل الضالعين في هذه العملية أن يكفلوا التزام قواتهم الصارم باحترام قوانين الحرب".



ومن جهة أخرى يخشى الشعب في شمالي أوغندة أن يتمكن كوني، إن لم يقتل أو يعتقل، من العودة إلى شمال أوغندة واستئناف الحرب هناك.



قال ابن واشا وهو عضو في البرلمان الأوغندي : "عليهم التأكد من أنه ليس مضطراً للعودة إلى البلاد" مضيفاً "وإلا فإن شعب شمال أوغندة سيعود ليشهد مشاهد القمع التي شهدها على مدى 22 عاماً الماضية".



وبالمثل، حذر زعيم المعارضة في البرلمان الأوغندي موريس أوجينو لاتيغو من أن الهجوم قد يدفع كوني إلى شن الهجمات إن لم يعتقل أو يقتل.



قال لاتيغو :"هذه العملية تشبه مهاجمة نمر خطير، أن لم تكملوها فإنه سينتقم والنتائج ستكون مؤسفة للغاية".



في جولو قال راي آبير ـ مقاتل سابق في جيش الرب للمقاومة ـ إنه يشك في التقارير الواردة لأنها لا تقدم إلا القليل من التفاصيل عن الهجوم.



وأضاف آبير أنه ما لم يُعزز الهجوم على المتمردين بقوة ساحقة فقد يفشل، وتوقع أن يستخدم جيش الرب للمقاومة أسلوبه في التفرق والسير في اتجاهات مختلفة وترك عدد قليل من المقاتلين فقط من أجل القوات المتقدمة "للتلاعب بها".



كما أشاد آبير بتوقيت الهجوم لأن جيش الرب للمقاومة كان قد استرخى في حديقة غارامبا.



قال:"لقد سمح لهم السلام النسبي بالتوظيف والمهاجمة والنهب" وأضاف "سوف يؤدي الهجوم عليهم بالتالي إلى زعزعة الاستقرار وسيهرب الجبناء منهم بينما سيتم القبض على الضعفاء أو إنقاذهم".



كريستوفر عمارة ـ وهو طالب في جامعة جولو ـ أخبر معهد صحافة الحرب والسلم بأنه إن لم تكن القوات المشتركة مستعدة استعداداً كاملاً ومنسقة تنسيقاً جيداً فقد يكون المدنيون في خطر.



قال : "الهجوم الأول كان ينبغي أن يشهد مقتل أو اعتقال قيادة جيش الرب للمقاومة" وأضاف "إن لم يحدث ذلك فان علينا التحضير للإرهاب في المنطقة. لا أحد يريد أن يسمع أن' جيش الرب للمقاومة نجا بالكاد ' كما هو الحال دائما".



ألفريد آنيوار ـ وهو سائق سيارة أجرة في جولو ـ حذر من عودة جيش الرب للمقاومة للانتقام ما لم يتم القضاء عليه.



قال آنيوار: "سوف يختلط جيش الرب للمقاومة مع ـ المشردين داخلياً ـ الذين عادوا إلى ديارهم وضمن فترة زمنية قصيرة سيسبب الدمار".



روزبيل كاجومير وباتريك أوكينو وكارولين آيوجي متدربون في معهد صحافة الحرب والسلم. بيتر ايشستيدت محرر عن موضوع إفريقيا في معهد صحافة الحرب والسلم. ماري ديلبوت ساهمت في إعداد هذا التقرير.
Africa
Frontline Updates
Support local journalists