المسلمون الكرد يتقبلون العصر الرقمي

الأقراص المدمجة الحاوية على مواضيع دينية، بدأ بأفلام الكرتون و إنتهاءً بمحاضرات حول الفقه الديني، تلقى إقبالاً شديدا في شمال العراق.

المسلمون الكرد يتقبلون العصر الرقمي

الأقراص المدمجة الحاوية على مواضيع دينية، بدأ بأفلام الكرتون و إنتهاءً بمحاضرات حول الفقه الديني، تلقى إقبالاً شديدا في شمال العراق.

Thursday, 24 July, 2008
(DVD) وأشرطة الكاسيت الخاصة بالخطب الإسلامية وغيرها من المواد الدينية.



ويقول كمال إنه يحصل على ما يقارب 300 ألف دينار عراقي، نحو 250 دولار أمريكي، في اليوم من مبيعات الأقراص المدمجة وحدها، حوالي ثلاثة أضعاف ما كان يحصل عليه قبل خمس سنوات. و يعج متجره المزدحم، في هذه المدينة الواقعة في الشمال الشرقي، بالزبائن، الذين يبحثون عن ضالتهم في مجموعة تتألف من 4000 من الأقراص المدمجة , أقراص الديفيدي وأقراص وأشرطة الكاسيت الإسلامية.



ولكن بالنسبة إلى كمال، فإن العمل ليس فقط مسألة ربح.



وقال كمال، أثناء قيامه بمساعدة زبائنه في تحديد اختيارهم، "أريد أن أنشر الإسلام عن طريق توزيع هذه المواد الإسلامية،" وقال أيضا "أريد أن أحدث تغيير من خلال هذا العمل".



لقد كان الشمال ذات الغالبية الكردية العظمى أكثر علمانية تأريخيا من باقي أجزاء العراق، التي شهدت ارتفاعا في المحافظة الدينية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. ورغم أن المنطقة الكردية كانت شبه مستقلة من حكم البعث خلال التسعينات، إلا أنه كان من الصعب الحصول على أي نوع من النتاج الإعلامي، لمحدودية السفر والتجارة و لأن القدرة الشرائية للسكان الفقراء كانت ضئيلة.



ولكن هنا أيضا، تكسب وسائل الإعلام التي تحمل فكرا إسلاميا، مزيدا من الشعبية بصورة تدريجية، مع مواد منتجة محليا و مواد تم جلبها من أماكن أخرى، بما فيها البلدان العربية. وتعكس معظم هذه المواد مفاهيم المذهب السني من الإسلام الذي يتبعه غالبية الكرد.



و إن للسليمانية الآن ثلاث مراكز توزيع للبيع بالمفرد والعشرات من المحلات الصغيرة التي تتعامل مع مواد ذات طابع إسلامي.



ويقول أصحاب المتاجر إن الأقراص المدمجة الأكثر رواجا هي تسجيلات الخطب الدينية التي يلقيها رجال دين عرب أو كرد في صلاة الجمعة، إلا أن المواد المأخوذة من محطات التلفزيون المختلفة والمتوفرة حاليا في الأقليم هي أيضا شائعة بين الناس. و يتراوح ذلك بين أفلام و الرسوم المتحركة للأطفال التي تحمل رسالة إسلامية إلى موسيقى دينية.



إن واحدا من الواردات المفضلة هو الداعية الشعبي المصري والمذيع عمرو خالد، الذي أسمته مجلة التايم واحدا من 100 شخص الأكثر نفوذا في العالم.



إنها لتجارة مربحة، حيث يباع القرص المدمج الواحد بنحو 1000 دينار، أما الأقراص الديفيدي فتباع بـ 1500 دينار. و يتم تجاهل حقوق الطبع و النشر، حيث لا يتردد التجار في تسجيل و نسخ وبيع المواد السمعية والبصرية كما يشاؤون.



شيرين عبد الله، ربة منزل، وكثيرا ما تشاهد البرامج الدينية من على شاشات التلفزيون، وقد جاءت لمتجر كمال لغرض شراء بعض أفلام الكرتون لأطفالها الثلاثة وكذلك شراء تسجيلات لخطب رجال الدين لنفسها.



وقالت "أريد أن اربي أطفالي وفقا لمبادئ الإسلام"، وقالت أيضا "أريد لهم أن يتصرفوا تصرف الشخصيات في الرسوم المتحركة."



وقال صاحب متجر في السليمانية طلب عدم ذكر اسمه إن الغالبية العظمى من زبائنه هم من الشباب الذين ينحدرون من خلفيات مختلفة، ولكنهم في كثير من الأحيان من خارج المدينة.



وأوضح أن "هناك قرى لا توجد فيها مساجد و يتعذر عليها الاطلاع على محطات الإذاعة أو التلفزيون الإسلامية، لذا يأتون إلى المدينة لشراء هذه المنتجات."



وتشيع الخطب المسجلة، حيث يقدم بعضها تفسيرات فقهية للقرآن أو لأحاديث النبي محمد، بينما يتطرق البعض الآخر إلى الشؤون الاجتماعية.



ولعل أكثر الأمور حساسية و التي تثير حفيظة السلطات الكردية على نحو خاص، هي عندما يناقش رجل الدين الحاجة إلى الدفاع عن الإسلام.



و يحتاج أصحاب المتاجر الإسلامية إلى ترخيص من وزارة ثقافة الحكومة الإقليمية الكردية، و هذا يعني من حيث المبدأ ينبغي لها أن تحصل على إذن لكل مادة تبيعها، صادر من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، المسؤولة عن رقابة المحتوى الإسلامي في وسائل الإعلام لضمان عدم خرق أي من القوانين.



و اعترف مريوان النقشبندي، الناطق باسم وزارة الأوقاف و الشؤون الدينية، بأن الآلاف من المواد الموجودة في الأسواق، يفتقر الكثير منها إلى الترخيص المطلوب. وأعرب عن قلقه من أن التدفق غير المسيطر عليه للمواد يمكن له أن يتضمن بعض الفقرات التي تحرض على العنف، لاسيما في الخطب الخاصة بالدفاع عن الإسلام.



وفي أيار، صادرت قوات الأمن في السليمانية أقراصا مدمجة لخطب صلاة الجمعة، والتي تدين أستاذة جامعية كانت قد تحدثت ضد التقاليد الاجتماعية التي تقمع النساء.



في الوقت نفسه، حذر هيرش مجيد، وهو خريج الدراسات الإسلامية، من أن القوانين التي تخص ما يمكن وما لا يمكن قوله، ينبغي أن تطبق بحكمة، بحيث لا تتعدى على حرية التعبير.



وقال "يجب على الجميع الحصول على فرصة متكافئة للتعبير عن أنفسهم - وبطبيعة الحال، أعني من دون اللجوء إلى العنف."



وفي حين أن العديد يتفق على الحاجة إلى بعض القوانين، يقول مراقبوا الشؤون الإسلامية إن الرسائل الواردة في الأقراص المدمجة وأقراص الديفيدي إيجابية.



وقال سيروان مصطفى، و هو ضابط شرطة في السليمانية، أثناء شرائه 11 تسجيلا لخطب أحد رجال الدين الكرد، "استمع إلى هذه الأقراص المدمجة بانتظام لتنوير حياتي."



و كان مصطفى قد تنبه لهكذا تسجيلات للمواد الدينية عند تردده على المساجد، و يرى الآن أنها تساعده على القيام بعمله بطريقة أخلاقية.



وقال "أتصرف وفقا لمبادئ الإسلام". وقال أيضا "احترم الناس الآخرين و لا أتهجم عليهم."

ريباز محمود- صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب و السلام في السليمانية
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists