العنف القبلي يهدد الإنتخابات

تسجل ١٦ مليون ناخب في الإنتخابات ولكن استمرار القتال قد يعطل العملية الإنتخابية.

العنف القبلي يهدد الإنتخابات

تسجل ١٦ مليون ناخب في الإنتخابات ولكن استمرار القتال قد يعطل العملية الإنتخابية.

.



وقد تسجل في تلك الإنتخابات أكثر من ١٦ مليون شخص، يشكلون أكثر من ٧٥ بالمئة من السكان في سن التصويت. في حين أن هذه العملية، التي اختتمت في ديسمبر ٢٠٠٧، كانت سلمية عموما، شهدت الشهور الإثنتي عشرة الماضية تزايدا في التوتر في بعض أنحاء البلاد.



في الواقع، تقول منظمة الإغاثة، أطباء بلا حدود، أن هذا العام شهد أسوء أعمال عنف في المنطقة منذ توقيع إتفاقية السلام الشامل منذ أربع سنوات.



وتقول كريمة حمادي، المنسقة التنفيذية للسودان في منظمة أطباء بلا حدود: "ما نشهده هو أعمال عنف تتجاوز سرقات المواشي بين القبائل وتوحي باستهداف متعمد للقرى." "لقد عالجت منظمة أطباء بلا حدود الكثير من النساء والأطفال من إصابات ناتجة عن أعيرة نارية، ولقد تحدثنا مع العديد من شهود العيان والمصابين الذين قالوا أن أعمال العنف تلك تختلف عن الإشتباكات العرقية المعتادة."



وقالت حمادي لو أن أعمال العنف تتمحور حول سرقات المواشي لكانت أعداد النساء والأطفال المصابة أقل، لأن رعاة الماشية هم عادة من الرجال.



وقد برز العنف بشكل خاص في غرب ووسط منطقة الإستوائية -حيث يعتقد أن بقايا جيش الرب للمقاومة التابع لجوزيف كوني ما تزال تمارس عمليات العنف- وكذلك في ولايات جونغلاي، البحيرات وأعالي النيل.



تقول الأمم المتحدة أن ٢٥٠ ألف شخص هجّروا هذه السنة بسبب أعمال العنف في جنوب السودان.



ويقول فؤاد حكمت، مستشار شؤون السودان الخاص في مجموعة الأزمات الدولية، أن العنف يتفاقم بسبب صراع داخلي على السلطة بين المجموعات السياسية والقبلية المتنافسة، والتي تتأمل أن تؤمن لها الإنتخابات الوطنية السنة المقبلة، والمقرر إجراؤها في ١١ أبريل، مكانة أهم في البلاد.



وقال أن العديد من زعماء القبائل استبعدوا من حكومة التحالف بين المتمردين السابقين في الجنوب والسلطة في الشمال، والتي أنشئت بموجب إتفاقية السلام الشامل، وهم يرون أن لديهم الآن فرصة أكبر للمشاركة في الحكومة.



وأشار حكمت أيضا إلى أن العديد من الجنود في جنوب السودان لم يتلقوا أجورهم منذ أشهر وهذا ما دفع الكثيرين منهم لمحاولة تأمين رزقهم بطرق أخرى.



وقال: "بعض الجنود يبيعون أسلحتهم من أجل الحصول على المال." "البعض الآخر أصبحوا طرفا في النزاع بحسب ولاءاتهم القبائلية، وشاركوا في شن الغارات على القرى."



وقال باحث من هيومن رايتس ووتش، يعمل بشكل سري في السودان، أن هناك بعض الأدلة تشير أن مجموعات من مقاتلي جيش الرب يتسببون باضطرابات في غرب الإستوائية، إلا أنه من المستحيل معرفة ما إذا كان مثل هذا العنف هو جزء من عملية تمرد واسعة النطاق.



وتزعم منظمة أطباء بلا حدود أن نشاط جيش الرب للمقاومة في غرب الإستوائية قد تزايد هذا العام، بعد أن شنت القوات الأوغاندية والكونجولية والسودانية الجنوبية عملية عسكرية مشتركة ضد هذا الجيش في وقت سابق من هذا العام.



لطالما اتهم الجنوب الشمال بدعم جيش الرب للمقاومة خلال الحرب الأهلية في البلاد التي امتدت على مدى عشرين عام، وهذا ما تنفيه الخرطوم باستمرار.



وقد صرحت آن إيتو، الأمينة العامة للقطاع الجنوبي للحركة الشعبية لتحرير السودان، لمعهد صحافة السلم والحرب بأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يسعى لزعزعة الإستقرار في الجنوب خلال فترة التتحضير لانتخابات العام المقبل.



ولكن حكمت يقول أنه لا يوجد أي دليل ملموس يبرهن صحة هذا النوع من الأقوال.



ورغم ذلك، يروي سكان الجنوب أن العنف له تأثير مدمر على سبل عيشهم.



ويقول الأسقف أدواردو هيبورو كوسالا من طمبرة-يامبيو، وهي ليست بعيدة عن الحدود مع جمهورية افريقيا الوسطى، أن جنودا متمردين مشتبه بهم من جيش الرب للمقاومة قاموا مؤخرا بعدة إعتداءات ضد كنيسة في المنطقة وخربوا المبنى ثم اختطفوا ١٧ شخصا معظمهم في سن المراهقة وفي العشرينات من العمر.



وقد عثر على أحد الشبان الذين تم اختطافهم ميتا، وكان مربوطا إلى شجرة ومشوها.



وقال الأسقف أنه بعد أقل من أسبوع تم قتل ستة آخرين في كمين في بلدة نزارا القريبة. وقال أنهم كانوا مثبتين بمسامير إلى قطع من الخشب مغروسة في الأرض في مشهد يشبه عملية الصلب.



وتشير منظمة هيومن رايتس ووتش أن السلطات المحلية يجب أن تعمل المزيد لوضع حد لدورة العنف والتي يمكن أن تقوض الجهود الرامية لإجراء الإنتخابات في العام المقبل.



وصرحت لمعهد صحافة السلم والحرب جيما نونو كومبا، حاكمة ولاية غرب الإستوائية، أن الحكومة تفعل ما تستطيع لتوفير الحماية في منطقة شاسعة بهذا الشكل، إلا أنهم بحاجة إلى المزيد من الدعم من المجتمع الدولي.



وقالت: "الناس في [جنوب الإستوائية] تذرف الدموع في الوقت الذي يراقب المجتمع الدولي الوضع دون التدخل." "لا الإتحاد الأفريقي ولا الأمم المتحدة تمكنت من معالجة الوضع. هم فقط يناقشون أمور خاصة بدارفور ولا يتناولون الأمور التي تحصل هنا."



ولكن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان لا تعتبر أن وضع حد للعنف الحالي جزء من مهماتها، والتي هي بشكل رئيسي التأكد من أن اتفاق السلام الشامل يطبق بشكل صحيح.



وقال ديفيد جريسلي، المنسق الإقليمي لجنوب السودان، خلال مؤتمر صحفي مؤخرا: "هذه الصراعات غالبا ما يمكن فهمها على أفضل وجه عبر مفاهيم محلية جدا -مفاهيم قبلية- وليس بالضرورة في سياق الدينامية الأشمل لاتفاق السلام."



كيزيتو أوكيتا مودست هو متدرب في معهد صحافة السلم والحرب في جوبا وبليك إيفانس-بريتشارد هو محرر إفريقيا في معهد صحافة السلم والحرب.

Africa
Frontline Updates
Support local journalists