العلم الجديد يثير الغضب

يقول العراقيون العاديون ان مجلس الحكم لا يملك الحق في تغيير الرمز الوطني

العلم الجديد يثير الغضب

يقول العراقيون العاديون ان مجلس الحكم لا يملك الحق في تغيير الرمز الوطني

Tuesday, 22 February, 2005

في الفلوجة يظهر في الصورة حشد غاضب من أبناء المدينة وهم يحرقونه. وفي بغداد تظهر منشورات تحذر من تدمير أية بناية حكومية قد يرتفع فوقها.


وبالنسبة لمعظم الناس هنا, فان تبني مجلس الحكم الانتقالي لعلم وطني جديد, قد جاء كمفاجأة غير سارة.


ان المهندس المعماري رفعت الجادرجي , شقيق أحد أعضاء مجلس الحكم هو الذي صمم العلم الجديد الذي يرمز اللون الأبيض لخلفيته الى السلام, فيما يمثل الهلال الاسلام, ويرمز الخطان الأزرقان الى نهري دجلة والفرات, فيما يشير الشريط الأصفر الى الكورد.


وكان أعضاء المجلس الانتقالي قد عبروا سابقاً عن عدم ارتياحهم للعلم القديم الذي ذكر انه يحمل شعاراً اسلامياً كتب بخط يد الرئيس السابق صدام حسين. ولم يستخدمه مجلس الحكم الانتقالي في مؤتمراته الصحفية ولا في المناسبات الرسمية الأخرى.


ولكن العلم الجديد يمثل بالنسبة للعديد من العراقيين أهداف مجلس الحكم المعين أمريكياً, ويجسد الرغبة في اعادة تشكيل البلاد, دون ان تكون للمجلس ولاية من الشعب للقيام بذلك.


هذا وقد بثت القنوات الفضائية العربية مشاهد من الحشود الغاضبة في الفلوجة تحرق العلم الجديد بينما ترفع العلم القديم.


ووزعت في عدد من مناطق بغداد منشورات تحمل توقيع "سرايا محمد" تهدد بتدمير أية بناية حكومية قد يرفع فوقها العلم الجديد الذي أسمته "العلم الاسرائيلي".


ان الاعتقاد بان العلم الجديد يعكس صورة العلم الاسرائيلي يعود في جزء منه الى استخدام اللونين الأبيض والأزرق اللذين استخدما في العلم الاسرائيلي, وفي جزء آخر الى النظرة واسعة الانتشار في العالم العربي التي ترى ان الخطين الأزرقين يمثلان: النيل والفرات وهي منطقة يرى معظم العراقيين انها ترمز الى"اسرائيل الكبرى". وعن هذا قال علي عصمت صاحب محل حاسوب "انزع الهلال وضع نجمة داود مكانه ودعه ليكون علماً يهودياً".


وفي الماضي فقد جرى تغيير العلم القديم بعد حرب الخليج عام 1991 ليحمل شعار "الله أكبر" والذي ذكر انه كتب بخط يد صدام, إلا ان علي لا يعتقد ان هذا الشعار يمثل الرئيس السابق.


وتساءل وهو يشير الى الشريط الأصفر في العلم الجديد "لماذا الكورد بالذات يمثلون في العلم الجديد من بين جميع الأقليات العراقية الأخرى الدينية والعرقية؟ لماذا لا يكونوا التركمان أو الآشوريون أو الشيعة أو أية مجموعة أخرى؟"


أما رئيس مجلس الحكم مسعود البرزاني فقد قال ان العلم الجديد هو علم مؤقت فقط, وسوف يستبدل عندما تتشكل حكومة عراقية منتخبة.


ومع ذلك فان البغداديين غاضبون لأنه لم يكن على المجلس ان يتخذ مثل هذه الخطوة المحددة باتجاه تغيير الرمز الوطني.


وتساءل البقال أحمد الشيخلي "هل هناك حكومة؟ هل هناك سيادة حتى يمكن ان نغير العلم؟"


وسأل الشيخلي بمرح أحد رجال الشرطة الذي دخل الى محله, لماذا لا يغير العلامة التي يضعها على كتفه وتحمل صورة العلم القديم كجزء من زيه الرسمي. فوضع الشرطي يده على العلامة وهو يقول "ان شعار "الله أكبر" لن ينزل أبداً".


وقال محمد صالح حمه فتاح, سائق أجرة من مدينة السليمانية الكوردية "نحن بلد مسلم, اذن لماذا يزيلون شعار "الله أكبر؟" ولكنه تابع قائلاً انه سيرغب في قبول "أي علم يقبله بقية العراقيين"


وبالنسبة للبعض, فان تبني العلم الجديد يشكل إهانة.


وقال خالد سليم العزاوي وهو موظف في وزارة الصناعة "لقد سقط النظام يوم (9) نيسان 2003, لكنني أشعر الآن ان العراق هو الذي سقط".


ويعتقد العزاوي ان مجلس الحكم الانتقالي ليس له الحق في تغيير العلم "يجب عليهم ان لا يغيروا أي شيء ما دام الأمريكان هم الذين عينوهم".


وبالنسبة لعراقيين آخرين فان العلم الذي أقر بعد الاطاحة بالملكية عام 1958 يمثل جزءاً هاماً من تاريخهم.


وقال الحاج طه السامرائي موظف متقاعد عمره (64) سنة عن العلم الجديد "ليذهب الى الجحيم". وأضاف ان العلم القديم "هو تاريخنا, وأرفض ان اغير تاريخي".


وكان ثمة عراقي واحد التقاه مندوب معهد صحافة الحرب والسلام قد وافق على العلم الجديد. وقال بقال من حي الكرادة جنوبي بغداد "يجب تغيير العلم لأن كل شيء في العراق يتغير". ومع ذلك فما تزال لديه مشكلة في ان تقوم بالاجراء حكومة غير منتخبة.


*عمر أنور ـ صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد


Frontline Updates
Support local journalists