السماوة على ود مع القوات

ان هذه المدينة الجنوبية العراقية ليست مثل كل مدن العراق, فهي تدعم جنود التحالف الذين

السماوة على ود مع القوات

ان هذه المدينة الجنوبية العراقية ليست مثل كل مدن العراق, فهي تدعم جنود التحالف الذين

Tuesday, 22 February, 2005

بقلم: *ناصر كاظم وحسين علي ـ السماوة


كان ثلاثة صبيان يقذفون الطائرات الورقية على السيارة العسكرية التي تحرس مدخل الجسر الرئيس على نهر الفرات في السماوة, فيما كان الجنود الهولنديون في الموقع يبتسمون في وجوه المارة المدنيين.


بينما يكون اطلاق النار والقذائف الصاروخية في استقبال قوات التحالف في المحافظات المجاورة, فان الجنود الهولنديين واليابانيين يتلقون الترحيب من الأهالي بتلويح الأيادي مع فرد اصبعين بعلامة النصر في عاصمة المحافظة المتربة التي تقع في عمق الجنوب العراقي.


وقال فليح الياسري أحد رجال العشائر وعمره (45) سنة "تعد مدينتنا مدينة سلام. لم نسمع فيها صوت أي انفجار منذ سقوط النظام السابق وحتى الآن. ونحن لا يهمنا شيء حتى لو قالوا عنا أننا "جبناء" مثل الدجاج", مشيراً الى الاهانة التي وجهها لهم سكان المدن الأخرى في الجنوب, حيث يشتبك رجال جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في معارك مع القوات الأمريكية, الاسبانية, الايطالية, الأوكرانية وغيرها.


وقال الياسري "مهما يقول عنا جيش المهدي وغيرهم, فاننا سنظل مسالمين في علاقاتنا مع القوات اليابانية والهولندية مهما حدث".


وقد ذكرت تقارير عن وقوع هجمات بالمورتر مع تبادل لإطلاق النار بالقرب من القواعد العسكرية الهولندية واليابانية المنتشرة هنا. لكن الجو السائد داخل السماوة يبدو وكأنه عالم منفصل عن ذلك السائد في العديد من المحافظات المجاورة.


العراقيون في السماوة يتقدمون ويتبادلون التحيات مع الهولنديين, بينما تحرص قوات التحالف الآخرى في أماكن أخرى من الجنوب على ترك مسافة تفصل ما بينها وبين المواطنين.


ويعزو أهالي المدينة سيادة الهدوء الى حقيقتين: الأولى هي وجود المجتمع الذي تسوده العشائر الشيعية المحافظة وبشكل أقوى مما هو موجود حتى في بقية المحافظات الجنوبية, والثانية هي حدوث ازدهار اقتصاد تنامى بعد الحرب. وللمفارقة فان هذا قد اقترن بازدياد تهريب الأسلحة الى العربية السعودية المجاورة.


ويقول الأهالي ان قليلاً من الناس هنا انجذبوا الى حركة الصدر او المجموعات الأخرى المناهضة للتحالف, لهذا السبب لم يكن على القوات الأجنبية ان تتبنى اجراءات أمنية مشددة, والتي كانت ستؤدي الى ابعاد السكان المحليين.


ويقول الأهالي ان مكتب الصدر في وسط المدينة قد أغلق كاجراء وقائي طالب به شيوخ العشائر بعد الحرب مباشرة.


وقال بائع السجائر سامي محمد وهو من أتباع الصدر وعمره (23) سنة ان العلاقات بين أتباع الصدر ومواطني المحافظة جيدة جداً. نحن نختلف عن بقية أتباع الصدر داخل العراق. ويقول الأهالي "ان السماويين شكلوا لجاناً للتعامل مع أي شخص يمكن ان يؤذي أعضاء التحالف الموجودين بيننا".


وقال صاحب محل التحفيات كريم محمد "نحن نظل يقضين ليلاً ونهاراً لحماية الأجانب في المدينة. وقد شكلنا تلك اللجان لحماية الأجانب الذين قدموا لاعادة اعمار العراق مهما كانت جنسياتهم".


ويعتمد اقتصاد السماوة تقليدياً على الزراعة, الرعي والتهريب , لاسيما الأسلحة الى السعودية المجاورة. لكن الاقتصاد قد انتعش أيضاً منذ الحرب بتدفق اللاجئين السياسيين العراقيين السابقين من ايران والخليج والغرب.


ان المدينة ليست بعيدة بالكامل عن الأزمات التي يعاني منها العراق بشكل مستمر طول السنة. السواق المحليون يشتكون من قلة البنزين ويلقون مسؤولية ذلك على التدهور في الوضع الأمني على الطرق التي تربط مدينتهم بالناصرية والبصرة.


بينما يوجه الناس اللوم عن المشاكل عموماً الى سلطات التحالف في كل مكان في العراق, فان معظم السماويين هنا على ثقة ان الجند المحليين سيتوصلون الى الحل المطلوب.


وقال سائق الأجرة محمد سلمان وعمره (23) سنة "ان القوات اليابانية والهولندية ستزودنا بالغازولين, أنا واثق من ذلك".


وعلى الرغم من ان السماويين بعيدون عن التمرد الحالي فهم ما يزالون يشعرون بالفخر لدورهم الثوري السابق.


ويقول الياسري "نحن أبناء ثورة العشرين التي شنها أهالي الرميثة ضد القوات البريطانية. وهذا يثبت أننا ثوريون ووطنيون ولسنا جبناء كما قد يتصور البعض".


*ناصر كاظم وحسين علي ـ صحفيان متدربان في معهد صحافة الحرب والسلام ـ بغداد


Iraq
Frontline Updates
Support local journalists