السليمانية تستعد لإنتخابات يسودها التوتر

مدينة كردية تعتبر المركز الرئيسي للمعركة الانتخابية والمتنافسيين الرئيسين على المحك.

السليمانية تستعد لإنتخابات يسودها التوتر

مدينة كردية تعتبر المركز الرئيسي للمعركة الانتخابية والمتنافسيين الرئيسين على المحك.

.



وقد جرح مالايقل عن 11 شخص هذا الشهر في قتال شوارع بين القوات الأمنية و مؤيدين لحزب التغيير المعارض وعناصر من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الحاكم. وغالباً ما يسمع اطلاق النار في الليل، بالرغم من ان معظمه يطلق في الهواء.



وقد فرضت السلطات حظراً على الحملات الإنتخابية بين الساعة التاسعة مساءاً وحتى السادسة صباحاً، وذلك تخوفاً من إندلاع أعمال العنف بين المؤيدين المسلحين للحزبين المتنافسين. وتعد السليمانية المحافظة العراقية الوحيدة التي فرض عليها حظر الدعاية الإنتخابية، والذي غالباً ما يتم خرقه من قبل مؤيدي الأحزاب كل ليلة.



وتمتلئ الشوارع الرئيسية للمدينة خلال ساعات المساء بشبان يافعين متحمسين وهم يهتفون شعارات سياسية استفزازية، أو يجوبون الشوارع بسياراتهم، بينما تراقبهم شرطة مكافحة الشغب.



و تُنظر الى الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في السابع من آذار في السليمانية على انها المنافسة الكبرى للسيطرة على المدينة.



ولعقود عديدة، كانت مدينة السليمانية والمحافظة التي تحمل الاسم ذاته، معقلاً رئيسياً للاتحاد الوطني الكردستاني. ويخوض الحزب هذه الانتخابات ضمن قائمة التحالف الكردستاني جنباً الى جنب مع منافسه القديم وشريكه الراهن في الحكومة، الحزب الديمقراطي الكردستاني.



والجدير ذكره ان قائمة التغيير التي كانت قد تشكلت حديثاً، اكتسحت اغلبية صفوف الاتحاد الوطني في الانتخابات البرلمانية الكردية التي جرت في الاقليم في تموز الماضي، مستندة في دعاياتها الانتخابية على استغلال حالة عدم الرضا الشعبي عن الفساد والمحسوبيات في الحكومة.



وقد فازت حركة التغيير، كوران باللغة الكردية، بحوالي ربع المقاعد في البرلمان، الشيء الذي جعلها الحزب المعارض الرئيسي في الاقليم. ومنذ شهر حزيران الماضي، ازدادت حدة المنافسة بين التغيير والاتحاد بشكل كبير.وبينما تستمر المواجهات في الشارع بين المؤيدين من كلا الحزبين، يتبادل قادتهم التهم بخيانة القضية الكردية.



ويرى المحللون بانه مع دخول هذين الحزبين في الانتخابات تكون الرهانات أقوى بكثير من السابق.



ويرى ريبوار كريم، محاضر العلوم السياسية في جامهة السليمانية " لم يدرك الاتحاد الوطني الكردستاني حجم المنافسة في الانتخابات السابقة.، لكنه هذه المرة يدرك ما سيواجهه، ولهذا ستكون المنافسة أكثر شدة."



وتمثل محافظة السليمانية بمقاعدها 17 من أصل 325 مقعداً في برلمان بغداد، جائزة مهمة للقادة الأكراد.



ويقول المراقب السياسي الكردي بوتان آميدي من واشنطن، ان الاتحاد الوطني الكردستاني لا يستطيع تحمل خسارة مقاعده في بغداد، لان ذلك سيعني بقائه مع قليل من السلطة الحقيقية بالاضافة الى السيطرةعلى مجلس محافظة السليمانية.



" تعد هذه الانتخابات بالنسبة للاتحاد الوطني الكردستاني حرباً للبقاء السياسي. اما بالنسبة لكوران فتعد استمرارا لحركتهم لتوسيع تاثيرهم باتجاه بغداد." قال آميدي.



وفي حالة خسارة الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية، ستنقلب المعادلة السياسية في كردستان العراق، حيث سيكون الحزب ضعيفاً غير قادر على تبرير مكانته كشريك متساوي في سياق اتفاقية تقسيم السلطة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.



ويقول كلا الطرفين بانهما استفادا من الحملات الدعائية في الانتخابات السابقة التي جرت في تموز الماضي.



" نحن أكثر خبرة هذه المرة" يقول اسامه باراني، أحد قادة التغيير " لقد فتحنا مكاتب للحملات الانتخابية في أغلب مناطق المدينة."



و أضاف باراني بان قائمته أكثر تهيؤاً هذه المرة لمحاربة الخروقات الانتخابية التي قد يرتكبها التحالف الحاكم. وكانت قائمة التغيير قد ادعت حدوث حالات تزوير واسعة في انتخابات الاقليم العام الماضي، وذلك بالرغم من نفي الاحزاب الفائزة بالاصوات حدوث ذلك.



ومن جهته يبدو ان الاتحاد الوطني الكردستاني قد غير أيضاً من أساليبه في السليمانية، في محاولة للتركيز على أصوله المحلية في المدينة. حيث يرفع مؤيدو الحزب في الشوارع الاعلام الخضراء الخاصة بالحزب، بدلاً رفعهم الاعلام التي تعود للتحالف الكردستاني الذي ينظم اليه الحزب الآن.



ويقول عضو اللجنة القيادية في الحزب، فريد أسسرد بان الحزب لن يقوم بالدعاية الانتخابية بالنيابة عن شريكه في التحالف، الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما فعل في حزيران- حيث يُعتقد بان هذه الاستراتيجية أبعدت الكثير من مؤيدي الحزب الذين حاربوا ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني أثناء الحرب الأهلية الدامية في التسعينيات.



" تقوم جماهيرنا هذه المرة بالحملات الانتخابية" قال أسسرد. " ونحن، كقادة الحزب، لن نظهر أنفسنا."



ويقول زانا محمد، رئيس اللجنة الأمنية في السليمانية، بان الشرطة وفرق مكافحة الشغب في المدينة يتخذون مواقع مشتركة في الاماكن الساخنة التي يحتمل حدوث صدامات فيها.



وقد أثار الوجود الجلي للعناصر العسكرية المسلحة بشكل ثقيل جدالاً في المدينة. حيث تقول حركة التغيير بان العناصر الامنية تتحلى بولاء عميق للاتحاد الوطني الكردستاني، ويُقصد من وراء وجودها في المدينة ترويع مؤيدي التغيير، وهي تهمة ينكرها الاتحاد الوطني الكردستاني.



فقد جرح 11 شخصاً في السادس عشر من شباط في صدامات أثناء تجمع مؤيدي التغيير امام أحد مكاتب الاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة. وبحسب قول محمد توفيق، أحد قادة التغيير، فقد تمت مهاجمة مؤيدي قائمة التغيير من قبل وحدة مكافحة الارهاب الموالية لحزب الاتحاد.



لكن من جهته أنكر عارف رشدي، عضو اللجنة القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني، أي تدخل من قبل هذه القوة وطالب بدليل لدعم مزاعم التغيير.



و في اطار الموضوع نفسه، فقد أبلغ مسؤول في الشرطة معهد صحافة الحرب والسلم، بانه تم احتجاز بعض من مؤيدي التغيير المصابين بتهمة الهجوم على مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني. وقد تم اخلاء سبيلهم جميعاً، حسب قول المصدر نفسه.



وأفادت التقارير بتجدد الصدمات في الثامن عشر من شباط أثناء مرور موكب أحد مسؤولي الاتحاد الوطني الكردستاني في الشارع الرئيسي للمدينة. وقد اتهم مؤيدو التغيير حراس المسؤول بمهاجمتهم، بينما قال الاتحاد الوطني الكردستاني بان مؤيدي التغيير رموا بالحجارة على موكب المسؤول.



ويقول آرام كامل، البالغ من العمر 25 عاماً ويعمل سائق تكسي، بانه لم يعد يركن سيارته على الشارع الرئيسي خوفاً من تصاعد العنف.



"أخشى من الذين يلقون بالأحماض على سيارتي. لقد سئمت منهم."



شورش خالد صحفي متدرب في معهد صحافة الحرب والسلم في السليمانية. وساهم في كتابة التقرير المحرر المحلي في المعهد هيمن لهوني من السليمانية.
Iraq
Frontline Updates
Support local journalists