الذهب يمهد الطريق الى الحب

عندما تشح النقود، يجد الرجال صعوبة في توفير البيوت والأثاث والنقود التي تطلبها العوائل تقليدياً قبل الموافقة على زواج بناتها.

الذهب يمهد الطريق الى الحب

عندما تشح النقود، يجد الرجال صعوبة في توفير البيوت والأثاث والنقود التي تطلبها العوائل تقليدياً قبل الموافقة على زواج بناتها.

Tuesday, 22 February, 2005

باسم علوان ،25، طالب اللغة الانكليزية في الجامعة المستنصرية، لديه آمال كبيرة للزواج من صديقته لمدة أربع سنوات، وهي ابنة تاجر ثري.


لقد عمل علوان كعامل بناء قبل التحاقه بالجامعة، وهي مهنة تعلمها من أبيه لكنها ليست المهنة التي تمكنه من كسب ما يكفي لإعالة عروسه بالمستوى الذي تتوقعه عائلتها.


تطلب العوائل تقليدياً من العرسان توفير بيوت وتجهيزها بالأثاث مع المهر قبل الموافقة على الزواج. وكلما كان المستوى الاجتماعي للعروس مرتفعاً كلما ارتفع الثمن المطلوب من العريس.


ويأمل علوان ان عمله الجديد كمترجم سيدر عليه مبلغاً محترماً قدره (200) دولار أمريكي شهرياً مما سيغري عائلة صديقته وتبارك زواجهما.


لكنهم أصروا على ان عليه ان يشتري شقة مساحتها (200) متر مربع تكلف الآن ما يقارب (40) ألف دولار زائداً سيارة بسعر (4) آلاف دولار تقريباً، اضافة الى ان والدها طلب (5) ملايين دينار "مقدماً" ليشتري لابنته مجوهرات وأثاث، مع (10) ملايين دينار كمهر مؤجل يكون بمثابة التعويض في حالة الطلاق.


وعندما قال علوان أنه لا يستطيع توفير كل ذلك، أبلغه الأب قائلا "اذا لم تستطع فان الزواج ملغي".


واصطحب علوان الشيوخ من عشيرته ليستأنف قضيته، إلا أن والد الفتاة ظل متصلباً.


وقال علوان "لا استطيع عمل أي شيء، لأني لا أتمكن من شراء أي شيء من ذلك. أنا بائس".


وبدلاً من ذلك فقد تزوج علوان من ابنة عمه ومن مستواه الاجتماعي، وقامت والدته ببيع خاصتها من ذهب ومجوهرات لتشتري خاتماً و قلادة وغرفة النوم، وهي كل ما طلبته عائلة خطيبته الجديدة.


عندما تصبح الأوقات صعبة، غالباً ما تنتهي علاقات الخطوبة وتلغى حفلات الزفاف.


توضح طالبة في معهد الادارة التقني وقد انتهت تواً علاقتها مع زميلها ، قائلة "ان العلاقات بين الرجال والنساء لا تدوم. فالأصدقاء غالباً ما يبحثون عن مبرر معين لقطع الارتباط دون ان يعلموا صديقاتهم انهم فقراء".


وفي هذا السياق اتهم رياض الطائي ،23 ، خطيبته بأنها لا تحبه ولها علاقة مع رجل آخر، وذلك بدلاً من ان يعترف لها بانه فقير الحال جداً ولا يستطيع الزواج.


وتقول خطيبة رياض "أنا أبكي كل يوم من أجل رياض" وأكدت انها تقبل ان تتحمل بكل سرور تكاليف الزفاف، لكن موقف الطائي هو "ان كرامتي لا تسمح لي ان أتزوج على نفقة صديقتي".


أما أحمد رياض ،33 ، والذي يعيش على أعمال غريبة وعلى البيع في الشوارع، فقد تخلى عن أي أمل في الزواج. في حين ان والده البالغ من العمر (65) سنة ويعمل في بيع المواد الغذائية في سوق البياع غربي بغداد، يقوم بمساعدته من وقت لآخر، لكنه يقول بأنه "لا يتمكن أبداً من اعطائه مبلغاً يكفيه للزواج".


وبدلاً من الزواج يرتاد رياض المباغي ويدفع (3) آلاف دينار كل مرة، ويقول "لا أتمكن من الزواج لأني لا أملك المال الكافي لذلك أدفع القليل الى (المومسات)".


*محمد فوزي ـ بغداد


Frontline Updates
Support local journalists