البدو يستجيبون لنداء السيستاني

يقول البدو ان اسلوب حياتهم يجعل من الصعب عليهم متابعة الحملة الانتخابية، لكن هذا لن يمنعهم من التصويت

البدو يستجيبون لنداء السيستاني

يقول البدو ان اسلوب حياتهم يجعل من الصعب عليهم متابعة الحملة الانتخابية، لكن هذا لن يمنعهم من التصويت

Friday, 18 November, 2005

يعرف البدوي دليل حسن مدى صعوبة العيش في الريف القاحل في جنوب العراق، ويقوم الرجل الشيعي المسن بتربية الأغنام والجمال في منطقة (الحدانية)، وهي منطقة صخرية يندر وجود العشب فيها بسبب الجفاف الأخير.


وعلى الرغم من أن أقرب مركز انتخابي يبعد عشرات الكيلومترات، فان دليل ورجال البدو الآخرين يقولون انهم سيقومون بالرحلة من أجل التصويت في انتخابات الثلاثين من كانون الثاني.


وقال دليل "سنذهب للتصويت استجابة لنداء (آية الله العظمى علي) السيستاني. اذ لابد ان نشارك في هذه الانتخابات لنصوت لرجال الدين الذين سيقومون بتلبية ما نحن بحاجة اليه" وهو يشير بذلك الى النداء الذي أصدره أكبر رجال الدين الشيعة.


وسيقوم الناخبون يوم الثلاثين من كانون الثاني بالتصويت لانتخاب (275) عضواً للمجلس الوطني مكلفين بكتابة دستور دائم جديد وتعيين حكومة جديدة. وسيختارون أيضاً مجالس للمحافظات. أما الناخبون الأكراد فانهم سيختارون (111) عضواً للمجلس النيابي الاقليمي.


كان البدو الذين يعيشون قرب السماوة أثناء حكم صدام حسين بمنجاة من أسوأ القرارات السياسية الصادرة من بغداد. ان طريقة حياتهم البدوية منعتهم من أداء الخدمة العسكرية في الجيش العراقي، وكذلك من الالتحاق بالمدارس العامة.


مع ذلك، يقولون انهم متلهفون الآن للمشاركة في أول انتخابات ديمقراطية لم تجر منذ الخمسينات من القرن الماضي. ان المعلومات عن الانتخابات قليلة بشكل خاص في هذه المنطقة المنعزلة القاحلة قرب الحدود مع السعودية.


وقال دليل وهو جالس باسترخاء في خيمته المصنوعة من وبر الجمال "نحن في الحقيقة لا نعرف لمن سنصوت، إلا ان الناس في مدينة السلمان يقولون ان القائمة المرقمة (169) هي القائمة التي طلب السيد السيستاني من الناس ان يصوتوا لها، ونحن خلف السيستاني في ما يقوله."


ويأمل البدوي سلف حسن ان تعمل الحكومة الجديدة علىالتخلص من كل ما يذكر بماضي العراق الأليم.


ويشكل الشيعة من أمثال سلف (60%) من سكان العراق، ومع ذلك، فانهم قد خضعوا تاريخياً لحكم الأقلية السنية في البلاد. وقد تعرض الشيعة الى اضطهاد صدام حسين، وهو سني، ابان حكمه.


وقال سلف الذي ترتسم على وجهه علامات الحياة القاسية والفقر "نحن حريصون على المشاركة في الانتخابات لنتمكن من انتخاب حكومة تستطيع ان تقدم لنا ما نحتاجه ، وتعوضنا عن سنين القتل والتشرد التي ارتكبها النظام السابق ضدنا."


ويقول البدوي راعي الغنم صالح الزيادي، جيران سلف، انه يأمل في حياة ذات نوعية أفضل بعد الانتخابات، وقال "سنشارك في الانتخابات مادامت ستأتي حكومة بعد الانتخابات يمكنها ان تمنحنا حقوقنا وتساعدنا في توفير العلف والماء اللذين نحتاجهما.


وبينما يهدد السنة في وسط العراق بمقاطعة الانتخابات، يرى البدو السنة في هذه المنطقة الانتخابات بطريقة مختلفة. ويقول مربي الماعز خطاب زويد ان من الضروري التصويت، لأن هذه الانتخابات ستقرر في النهاية مصير العراق. وقال "سنشارك في الانتخابات لانتخاب الحكومة التي ستمثلنا حتى يمكن لها ان تطلب من القوات الأمريكية مغادرة البلاد."


*لم يذكر اسم كاتب هذا التقرير من أجل حماية صحفيي معهد صحافة الحرب والسلام


Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists