الأغاني القديمة تكتسب نكهة وطنية

تستمع النساء الى صيغة جديدة للأغاني القديمة تحتج على الوجود الأمريكي في أرضهن

الأغاني القديمة تكتسب نكهة وطنية

تستمع النساء الى صيغة جديدة للأغاني القديمة تحتج على الوجود الأمريكي في أرضهن

Tuesday, 22 February, 2005

بدأت الحفلة بالاسلوب التقليدي للملاية أم أحمد الدورية التي تبلغ من العمر (66) سنة والمتخصصة في الأداء أمام النساء اللاتي يتجمعن في مناسبات الولادات والوفيات وحفلات الزفاف وغيرها من المناسبات المتنوعة.


وبينما تقوم المرأتان المساعدتان لها وهما ترتديان الفوطة البيضاء بالنقر على الدفوف، تبدأ أم أحمد بالترتيل في مدح النبي محمد (ص). إلا أنها أضافت بعداً جديداً على التقليد القديم، فهي تدعو النبي (ص) والأئمة العراقيين السادة مثل أبو حنيفة وعبد القادر الكيلاني ليشهدوا على ما يحدث اليوم. وقالت "ان صوت الفلوجة والرمادي ينادي والأعظمية تسأل أين اسيادي." مشيرة بذلك الى مراكز المقاومة ضد القوات الأجنبية في العراق. أما جمهور أم أحمد، وهو تجمع في معظمه من نساء الطبقة الراقية السنيات واللاتي حضرن عزاء زوجة أحد القضاة الكبار، فقد بكين بحرقة.


ان الأغاني الدينية التقليدية السابقة المتسمة بالغموض الصوفي قد اكتسبت نكهة وطنية، منذ الغزو الامريكي للعراق، ولا سيما حصار الفلوجة في نيسان.


في عهد صدام حسين، كانت مثل تلك الأغاني تعد سياسية وكان الغناء السياسي في الغالب يسبب المشاكل مع النظام، لكن هذه الأغاني تدعو حالياً مقاتلي المقاومة لاستخدام الهاون والقذائف الصاروخية ضد الأمريكان.


وأنشدت أم أحمد مرددة "الله أكبر. الطائرات تحلق فوق العراق. اضربوا نذر الشر هذه."


وأوضحت أم أحمد بعد العزاء قائلة "ان أحداث الفلوجة قد أثرت على العراقيين كلهم. والغناء عن الفلوجة ومآسيها يبعث الحزن في قلوب المعزين." وأضافت "كنا في السابق ننشد التراتيل الدينية المعروفة بالذكر وهي تتحدث عن النبي محمد (ص) والأئمة الأطهار، اما اليوم فاننا نغني أغاني ذات حماس ديني الى جانب الأغاني الشعبية الوطنية. وأنا لا اقصد الاستفزاز والتحريض لكني أشعر بالظلم والغضب بسبب الاحتلال. ان حبي الثوري للعراق يقودني الى التمرد ضد هذا الوضع."


وليس لدى جمهور أم أحمد أية شكوك على هذا الرأي، وقالت حلا محمود وهي طالبة عمرها (21) سنة في كلية الادارة والاقتصاد في جامعة بغداد والتي حضرت العديد من المآتم "أحب هذه الأغاني في المناسبات السعيدة والحزينة. أتذكر عندما كنت مرة حاضرة أحد المآتم وبدأت الملاية تنشدعن المقاومة وسكان الفلوجة وأسلحتهم القوية التي أسقطت المقاتلات الأمريكية وعن بغداد الجريحة تحت الاحتلال. تصاعد عويل وبكاء النساء. وعندما ينتهي الغناء تبدأ النساء في لعن الأمريكان ويدعون الله ضدهم، متمنيات ان يغادروا البلاد لأنهم دمروها وفرقوا الأحباب والعوائل."


*زينب ناجي ـ بغداد


Iraqi Kurdistan, Iraq
Frontline Updates
Support local journalists