احتجاج حلبجة يتحول إلى أعمال عنف

قتل شخص فيما عبر الآلاف عن غضبهم من الحكومة التي يعتقدون انها استغلت معاناتهم ولم تعمل شيئا من اجلهم لتعويضهم عن الهجوم بالغاز الذي نفذه صدام ضدهم.

احتجاج حلبجة يتحول إلى أعمال عنف

قتل شخص فيما عبر الآلاف عن غضبهم من الحكومة التي يعتقدون انها استغلت معاناتهم ولم تعمل شيئا من اجلهم لتعويضهم عن الهجوم بالغاز الذي نفذه صدام ضدهم.

18 سنة- بالخروج الى الشوارع للتعبير عن غضبهم لما وصفوه باستغلال مأساتهم من قبل السياسيين المحليين.



قتل شاب في السابعة عشر من العمر فيما اصيب العديد بجروح في المواجهات التي جرت مع قوات الامن الكردية بعدما تجمع اكثر من 2000 من السكان غالبيتهم من الشباب في الشوارع لمنع المسئولين من دخول حلبجة للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية للهجوم بالغاز عام 1988 الذي قامت به قوات صدام والذي قتل فيه ما لا يقل عن 5000 انسان.



فرش المسئولون في حلبجة، في محافظة السليمانية، السجادات الحمراء لمناسبة يوم الحداد. وفي وقت مبكر من الاسبوع ، وعد المنظمون للاحتجاج بالقيام باعتصام سلمي لاحراج المسئولين الزائرين وغلق الطريق امامهم لمنعهم من الوصول الى المدينة.



لكن حشد القوى الامنية في المدينة اشار الى عزم السلطات على ان يتم كل شيء حسب الخطة الموضوعة له.



الوفود العالمية من هيروشيما وايطاليا زارو النصب في 15 مارس ، أي قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الرسمية.



في السادس عشر من مارس، تم الغاء المراسيم بعد ثلاث ساعات من الفوضى احرق خلالها المتظاهرون اطارات السيارات وقامو برمي الصخور الى الشوارع فيما افترش البعض منهم الشوارع لمنع المسئولين من الوصول بسياراتهم الى المدينة.



قامت احدى المجموعات التي كانت ترمي الحجارة بالسيطرة على النصب واحراقه تاركة سحب الدخان تتموج فوق المدينة. قال البعض منهم ان النصب لم يكن اكثر من بنك ملأ المسئولون جيوبهم منه.



كذلك احرق المحتجون المتحف الذي يخلد ضحايا الهجوم بالغاز بعد ان قامو بتكسير الاثاث والنوافذ و تمزيق الصور المعلقة هناك.



قال كامران عزيز وهو يفرغ ثلاجة من البيرة المعدة للمسئولين الزائرين"هل هذا مكان الشهداء ام انه بار؟ لماذا لا نقوم باحراقه؟ انه يوم للحداد ، بينما يريد المسئولون شرب الخمر".



شاهد مراسلو المعهد قوات الامن الكردية وهي تطلق النار على الذين اقتحموا النصب. قال شهود عيان اصيب كوردة احمد، 17، في بطنه برصاصة من بندقية شرطي, و قالوا أيضا أن رجل امن اخر أصابه مجددا بطلقة من مسدسه في جنبه ومن مسافة قريبة.



توفي احمد في المستشفى. واكد الطبيب المعالج الذي فضل عدم ذكر اسمه بانه اصيب في منطقتين مختلفتين من جسمه.



واضاف الطبيب ان عشرة جرحى آخرين قد تم علاجهم وهناك اربعة منهم في حالة حرجة جراء اطلاقات نارية اصيبو بها. قال منظمو المظاهرة ان ما لا يقل عن 100 شخص قد تم ضربهم من قبل قوات الامن.



قال مريوان حلبجايي، احد المنظمين"انها تكرار لمأساة حلبجة. ما قامت به الشرطة والامن لا يختلف عما قام به البعثيون".



قال احد مسئولي الامن الذي فضل عدم ذكر اسمه ان الشرطة قامت باطلاق النار بعد ان قام المتظاهرون باطلاق التار اولا. واضاف ان العديد من المحتجين القي القبض عليهم واطلق سراحهم بعد ذلك.



المناطق الكردية الشمالية كانت محصنة الى حد كبير من موجة العنف التي تجتاح العراق. كشفت الشرطة في بغداد وجود 25 جثة تم اعدامها في يوم 15 و16 مارس، بينما كانت القوات الأمريكية والعراقية تشن هجوما جويا على سامراء شمال العاصمة بغداد.



قد تكون كردستان هي المكان الاكثر امنا في العراق، لكن الشباب هنا تنامى غضبهم ضد السلطات المحلية التي يفترض ان تراعي مصالحهم والتي وصفوها بالخاملة وغير الفعالة والفاسدة.



بينما اوضحت الشعارات التي رفعها المتظاهرون من ان هناك احساس قوي في حلبجة بان المسئولين يتجاهلون المطالب الحقيقية للناجين من الهجوم وفي نفس الوقت يبرزون التاريخ القاسي للمدينة التي تعتبر نموذج لاضطهاد صدام للاكراد والتي تعطي مبررا للاكراد للانفصال عن الحكومة المركزية.



سنة بعد اخرى، يأتي السياسيون من الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني تقديرا و أحتراما للضحايا وليطلقو الوعود باعادة بناء المدينة. لكن السكان المحليون يقولون ان لا شيء ينجز ؛ فالبنى التحتية في تدهور مستمر والطرق غير معبدة والبيوت لا تزال تحمل اثر الدمار الذي خلفته حرب صدام مع ايران والخدمات الصحية رديئة رغم ان الهجوم بالغاز قد ترك الالاف ممن يعانون امراضا في الجهاز التنفسي والسرطان ومشاكل صحية اخرى .



قال علي حسن صالح الذي فقد اثنان من اطفاله قي الهجوم الكيمياوي والذي اتهم الاتحاد الوطني الكردستاني بالاخفاق باعطائه البيت الذي وعدوه به "انا اطالب بالتعويض. الحكومة اهملت هذه المدينة. نريد خدمات مناسبة".



السلطات في السليمانية التي تمثل مقر احدى الادارتين الكرديتين يبدو انها غير نادمة؛ فقد وصف الاتحاد الوطني الكردستاني المحتجين بانهم" ارهابيون" بينما يقول نائب رئيس الوزراء عماد احمد "ان هذا عمل تخريبي ونحن الآن بصدد التحقيق فيه".



قال مهدي محمود ممثل الرابطة الاسلامية في كردستان في حلبجة ان جميع الاحزاب السياسية الرئيسة قد اتفقت على اجراء تحقيق في العنف وتشكيل لجنة لتلبية مطالب السكان.



وقد يستوجب الأمر اكثر من هذا لاعادة بناء الثقة مع الجماهير.



قال حبيب توفيق عبد الله الذي عولج في المستشفى من اصابة في وركه "نحن لم نطالب باكثر من حقوقنا. لم نكن نستاهل هذا الرد".



تم اعداد هذا التقرير من قبل المحرر الكردي مريوان حمة رشيد ومتدربو المعهد امانج خليل، ايوب كريم، واسماعيل عثمان في حلبجة
Frontline Updates
Support local journalists